تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
تصدرت مشاهد استهداف القوات البحرية اليمنية للسفينة اليونانية SOUNION وإحراقها في البحر الأحمر، عناوين وسائل الإعلام العالمية، بما فيها الأمريكية والغربية، التي خصصت مساحات كبيرة من برامجها للنقاش والتحليل حول هذا التطور في أزمة البحر الأحمر المرتبطة بالحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
ووزع الإعلام الحربي للقوات المسلحة اليمنية، مساء أمس الأول، مشاهد فيديو لاستهداف وإحراق السفينة SOUNION، التي قامت الشركة المالكة لها بانتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فسلطين المحتلة.
وأظهرت المشاهد لحظة احتراق السفينة جراء استهدافها من قبل القوات البحرية اليمنية وارتفاع السنة اللهب بكثافة.

اهتمام عالمي
واحتلت مشاهد استهداف وإحراق السفينة "سونيون" في البحر الأحمر اهتمام مختلف وسائل الإعلام عالمياً، مشيرة إلى أن هذه العملية تعكس مدى التطور الذي بلغته القوات المسلحة اليمنية، وخطورة عملياتها المتصاعدة دعماً للشعب الفلسطيني.
صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قالت في تقرير لها إن تفجير ناقلة النفط "سونيون"، "يُمثل تكتيكاً جديداً" لمن سمتهم "الحوثيين".. موضحة أن العمليات اليمنية المساندة لغزة، منذ انطلاقها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أغرقت السفينة "روبيمار" في فبراير/ شباط، والسفينة "توتور" في يونيو/ حزيران. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها "تفجير سفينة مهجورة عمداً".
وأضافت الصحيفة: "أظهر الفيديو انفجارات ضخمة تمزق السفينة التابعة لشركة دلتا تانكرز، حيث تعرضت السفينة للهجوم في وسط البحر الأحمر، على بعد 77 ميلاً بحريًا إلى الغرب من ميناء الحديدة".
من جهتها قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن "تحليل مشاهد الفيديو يشير إلى أن ثلاثة انفجارات متزامنة ضربت سطح السفينة، وهو ما يعكس هجوماً تم تنفيذه باستخدام متفجرات مزروعة، وليست ضربة بصاروخ أو طائرة بدون طيار".
ورأت مجلة "ماريتايم إكسكيوتيف" الأمريكية المختصة بالشؤون البحرية أن العملية تعكس "تغييرا واضحا في استراتيجيات" القوات المسلحة اليمنية، مشيرة إلى أنه "في المراحل الأول، كان يتم إطلاق هجوم واحد على سفينة، ثم الانتقال إلى هدفهم التالي، ولكن في الآونة الأخيرة، تمت مهاجمة نفس السفينة عدة مرات باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة"، ولفتت إلى أن هذا الأسلوب الجديد لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة.

هزيمة أمريكا
في السياق نشرت صحيفة "التليغراف" البريطانية، مقالاً تحليلياً مطولاً، بعنوان "الحوثيون يهزمون البحرية الأمريكية".
وذكرت الصحيفة أن ما يسمى تحالف "حارس الرخاء" تأسس في كانون الأول/ ديسمبر 2023م، بقيادة الولايات المتحدة، رداً على الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، وكان الهدف من هذا التحالف "تشكيل جبهة دولية لردع الحوثيين، وكذلك طمأنة شركات الشحن بعدم سلوك طريق رأس الرجاء الصالح". مشيرة إلى أنه وبعد تسعة أشهر لم تنجح هذه المهمة "فلم يتراجع الحوثيون عن موقفهم واستمروا في شن الهجمات، ولم يتمكن التحالف من تأمين السفن المستهدفة".
وتطرقت الصحيفة إلى الضربات الجوية التي تنفذها أمريكا وبريطانيا على اليمن، موضحة بالقول: "لكن هذه الضربات أكدت ما أثبتته السعودية بين عامي 2015م و2023م، وما أخبرتنا به المملكة مراراً وتكراراً"، في إشارة إلى فشل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن.. مضيفة: "لذلك فإن محاولة تحالف حماية الرخاء تعطيل قدرات الحوثيين من خلال الضربات الجوية، أشبه بإلقاء الدخان".
وأفادت "التليغراف" بأن الاتحاد الأوروبي شكّل ائتلافاً منشقاً أُطلق عليه اسم "أسبيدس" حتى لا يرتبط بالموقف الأميركي المدافع عن "إسرائيل" ولكن جميع ذلك لم يحرز أي تقدم، وفشل في طمأنة السفن المدرجة ضمن بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية.
وأضافت: "ومنذ يناير/ كانون الثاني، لم تتزايد الهجمات بشكل مطرد في عددها فحسب، بل تنوعت أيضًا. فقد كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة مصحوبة بعمليات اختطاف وصواريخ باليستية. وشهد شهر أبريل/ نيسان أول استخدام لزورق سطحي بدون طيار، وكان هناك زيادة مطردة في هذه الطريقة منذ ذلك الحين".
وفي الآونة الأخيرة -والحديث مازال للصحيفة البريطانية- "بدأ الحوثيون في متابعة هجماتهم بإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة من الزوارق السريعة، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية زيادة في عدد الهجمات فوق ما كان متوسطه 2.5 هجوما في الأسبوع".
وأشارت إلى أن استهداف ناقلة النفط "سونيون" تم بوجود سفينة حربية تابعة للاتحاد الأوروبي، وعدم تواجد أي سفينة لحارس الرخاء ضمن مسافة 500 ميل.. موضحة أنه في شهر أيار/ مايو الماضي، عندما كانت حاملة الطائرات آيزنهاور موجودة في البحر الأحمر، كان لدى الولايات المتحدة 12 سفينة حربية في البحر الأحمر، والآن ليس لديها أي سفينة، كما أن بريطانيا كان لديها ثلاث سفن حربية لمدة وجيزة، قبل أن تغادر البحر الأحمر وتعود إلى المملكة المتحدة لعدم امتلاك الأخيرة ما يكفي من السفن الحربية صالحة للعمل.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة "تعاني من مشاكل خاصة، حيث أعلنت البحرية الأمريكية، أمس، أنها قد تضطر إلى إيقاف 17 سفينة دعم مساعدة بسبب مشاكل تتعلق بالطاقم. كما أن منطقة غرب المحيط الهادئ خالية من حاملات الطائرات للمرة الأولى منذ سنوات، كما أن أحدث برنامج لبناء الفرقاطات الأميركية ينهار،  ومعدل بناء الغواصات من فئة فرجينيا أقل مما هو مطلوب للحفاظ على الأسطول الحالي، والآن لا يوجد لدى خفر السواحل الأميركي كاسحات جليد عاملة".
وخلصت الصحيفة إلى القول: "لا يمكن أن نصل إلا إلى استنتاج واحد: وهو أن الولايات المتحدة تخلت عن عملية حارس الرخاء. فهي لم تنجح في ردع الحوثيين ولم تطمئن حركة الشحن البحري، ولذا فقد يكون من الأفضل لها أن تذهب وتفعل شيئا آخر".