«لا» 21 السياسي -
في تزامن قاتل عُرض فيلمان: وثائقي عن محمد بن سلمان على شاشة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وسينمائي عن نظام العبودية في السعودية على محطة «نيتفليكس». في الأول تستضيف «بي بي سي» الضابط الرفيع والمنشق والمقيم في كندا سعد الجبري متحدثاً عن بعض كواليس «مبس»، ونقتبس حرفياً بعضاً مما وورد عن الإذاعة البريطانية كالتالي: «وبعد شهرين (من وفاة عبدالله وتولي سلمان)، قاد الأمير تحالفا خليجيا لشن حرب ضد حركة الحوثيين، التي سيطرت على جزء كبير من غرب اليمن، والتي اعتبرها بمثابة وكيل لإيران، منافس السعودية الإقليمي. وقد أدى ذلك إلى كارثة إنسانية، حيث أصبح الملايين على شفا المجاعة».
يقول السير جون جينكينز، الذي كان سفيراً لبريطانيا قبل بدء الحرب مباشرة: «لم يكن هذا قراراً ذكياً. فقد أخبرني أحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين أنهم تلقوا إخطاراً قبل 12 ساعة من بدء الحملة، وهو أمر غير مسبوق».
لقد ساعدت الحملة العسكرية في تحويل أمير غير معروف إلى بطل وطني سعودي؛ ولكنها كانت أيضاً أول خطأ كبير في سلسلة من الأخطاء التي يعتقد حتى أصدقاؤه أنها كانت أخطاء كبيرة.
ويذهب الجبري إلى أبعد من ذلك، حيث يتهم محمد بن سلمان بتزوير توقيع والده الملك على مرسوم ملكي يقضي بإرسال قوات برية.
وقال الجبري إنه ناقش حرب اليمن في البيت الأبيض قبل أن تبدأ، وأن سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس أوباما، حذرته من أن الولايات المتحدة لن تدعم سوى حملة جوية.
ومع ذلك، يزعم الجبري أن محمد بن سلمان كان عازما على المضي قدماً في اليمن لدرجة أنه تجاهل الأمريكيين.
يقول الجبري: «فوجئنا بمرسوم ملكي يسمح بالتدخلات البرية، وقام بتزوير توقيع والده على هذا المرسوم الملكي، وكانت القدرة العقلية للملك تتدهور».
ويقول الجبري إن مصدر هذا الادعاء «موثوق وموثوق» ومرتبط بوزارة الداخلية التي كان يشغل منصب رئيس الأركان فيها.
ويتذكر الجبري أن رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الرياض أخبره بمدى غضبه من تجاهل محمد بن سلمان للأمريكيين، مضيفاً أن «غزو» اليمن لم يكن ينبغي أن يحدث أبداً.
يقول رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق، السير جون ساورز، إنه في حين لا يعرف ما إذا كان محمد بن سلمان قد زور الوثائق، «فمن الواضح أن هذا كان قرار محمد بن سلمان بالتدخل عسكريا في اليمن. لم يكن قرار والده، رغم أن والده كان منخرطا في هذا القرار».
(في طرفة كبرى) يروي الجبري أنه سأل الأمير عن مدى طموحه، فأجابه ببساطة: «هل سمعت عن الإسكندر الأكبر؟».
«في العام 2017، أنفق أمير سعودي يعمل لصالح محمد بن سلمان 450 مليون دولار (350 مليون جنيه استرليني) على لوحة سالفاتور موندي، التي تظل أغلى عمل فني تم بيعه على الإطلاق في العالم. تصور اللوحة، التي يُقال إن ليوناردو دافنشي رسمها، السيد المسيح على أنه سيد السماء والأرض ومخلص العالم. منذ ما يقرب من سبع سنوات، منذ المزاد، اختفت تماماً» (انتهي الاقتباس).
تعليق المحرر: لم يكن يجرؤ ابن سلمان ولا سلمان على اتخاذ هكذا قرار بعيداً عن موافقة ودعم واشنطن، التي أعلن منها قرار العدوان على اليمن. أما عن طموح ابن سلمان وتشبهه بالإسكندر الأكبر فقد أنساه اليمنيون ذلك بالقص عليه حرباً قصة «ذي القرنين» اليمني. أما لوحة سيد السماء والأرض فقد تمزقت بسيوف بنادق جنود سيد القول والفعل، القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
أما الفيلم الثاني، وهو الفيلم الهندي «أدوجيفيثام» (حياة الماعز) فقد أثار موجة من الجدل بين مهاجم للفيلم معتبرا أنه ذو أغراض سياسية، وداعم له معتبرا أنه يجسد واقعاً مؤلما في السعودية.
ويجسد الفيلم قصة مهاجر هندي إلى السعودية حيث يلاقي أصنافا من العذاب والويلات على يد كفيله، ويسلط الضوء على مساوئ نظام الكفيل والمعاملة غير الإنسانية للوافدين في السعودية.
ويظهر الفيلم حياة «نجيب» (بطل الفيلم) معزولاً عن العالم، وحيداً مع سيده، ويسقي الحيوانات تحت حرارة الشمس الحارقة في الصحراء، دون أي مقومات للحياة، ويشرب الماء من الحوض نفسه الذي تشرب منه حيواناته.
يتوسل بطل الفيلم في مشهد مؤثر وهو يحكي كيف باع كل شيء وترك عائلته، سعياً وراء الرزق لكنه لا يلاقي إلا التعنيف.
وعرض الفيلم في الهند في آذار/ مارس الماضي، ثم تم عرضه على منصة «نيتفليكس» في تموز/ يوليو الماضي ليصبح الفيلم الأكثر مشاهدة ويشاهده ملايين عبر منصة الأفلام الشهيرة.
وحقق الفيلم، في الأسبوع الأول من عرضه، أكثر من 870 مليون روبية (10.4 مليون دولار) في جميع أنحاء العالم.
تعليق المحرر: النظام السعودي أنفق مليارات لرسم صورة جديدة ومتقدمة للسعودية أمام العالم؛ نظم حفلات، غيّر قوانين، بدّل الهوية، استضاف مناسبات عالمية كبرى... لكن «حياة الماعز» هدم المعبد فوق رؤوس أصحابه. ويعتبر الفيلم لطمة قوية على وجه شوال الرز تركي آل الشيخ ومهرجان الرياض. إنها أقدار غزة يا سادة، والقادم «ألطم»!