تزامناً مع تسريع واشنطن في إرسال قطع بحرية دعماً لـ«إسرائيل».. وسائل إعلام أمريكية:عصر حاملات الطائرات انتهى
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
تقرير- عادل بشـرتقرير / لا ميديا -
سلّطت وسائل إعلام أمريكية، أمس، الضوء على خطورة إرسال الولايات المتحدة المزيد من القطع الحربية إلى منطقة الشرق الأوسط، محذرة من أن "عصر حاملات الطائرات قد ينتهي بكارثة بالنسبة للبحرية الأميركية". ومُذكِرة في ذات الوقت بفشل الولايات المتحدة والغرب في القضاء على القدرات العسكرية اليمنية، في حرب "توقعوا أن تكون خاطفة، لتستمر حتى الآن ثمانية أشهر من أعنف المعارك البحرية التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية".
تزامن ذلك مع إعلان "البنتاغون" الأميركي، في بيان، تأكيد وزير الدفاع، لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي مع وزير الحرب الصهيوني، يوآف غالانت، التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن "إسرائيل".
وأشار أوستن الى "تعزيز وضعية القوات الأميركية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء التوترات الإقليمية المتصاعدة".
وتعزيزاً لهذا الالتزام بحسب بيان "البنتاغون"، أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات الأميركية، أبراهام لينكولن، المجهزة بمقاتلات F-35C، بتسريع انتقالها إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، لتضاف إلى القدرات التي توفرها مجموعة حاملة الطائرات، ثيودور روزفلت"، كما أمر "الغواصة الصاروخية الموجهة، جورجيا، بالتوجه إلى منطقة القيادة المركزية".
وستنضم حاملة الطائرات والغواصة إلى نحو اثنتي عشرة سفينة حربية أمريكية أخرى موجودة حاليًا في مياه البحر الأبيض المتوسط والخليج، بالإضافة إلى سفن حلفاء الولايات المتحدة.
وكانت حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" وصلت في 12 تموز/ يوليو الفائت إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي في البحر الأحمر، بعد مغادرة حاملة الطائرات "آيزنهاور" ومجموعتها البحر الأحمر في 22 حزيران/ يونيو الماضي، بعد 7 أشهر على نشرها في المنطقة لمحاولة دعم الاحتلال الصهيوني أمام الهجمات التي يشنّها اليمن نصرةً لغزة ومقاومتها.
وجاء انسحاب "آيزنهاور" بعد تعرّضها لعدّة هجمات عبر الصواريخ والمسيّرات من قبل القوات المسلحة اليمنية.
عصر حاملات الطائرات انتهى
في سياق التحذيرات من انهيار القدرات البحرية، نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تقريراً بعنوان "عصر حاملات الطائرات قد ينتهي بكارثة بالنسبة للبحرية الأميركية".
وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة اعتمدت منذ فترة طويلة على حاملات الطائرات باعتبارها المحور الرئيسي لاستراتيجيتها البحرية.. مشيرة إلى أن ذلك التكتيك خدم أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن "حالياً قد يشكل هذا الاعتماد عبئا استراتيجيا".
وأوضح التقرير أنه مع قيام القوى العظمى المنافسة مثل الصين وروسيا، إلى جانب دول مثل إيران وكوريا الشمالية، بتطوير أنظمة متقدمة وامتلاك الأسلحة الفرط صوتية ومع ظهور صواريخ باليستية مضادة للسفن، أصبحت حاملات الطائرات الأمريكية معرضة للخطر بشكل متزايد.
وأشار إلى أنه ومع تزايد قدرة الخصوم على التنبؤ بالتحركات الأمريكية، تصبح الاستراتيجية البحرية الحالية عبئًا على الولايات المتحدة ولا تحقق لها المطلب التوسعي بشكل كبير، وينبغي على أمريكا إعادة النظر في هذه الاسترايتجية لتجنب الخسائر الكارثية في أي صراع مستقبلاً. مؤكداً أن "أي صراع مستقبلي قد يشهد استهدافًا مباشرًا لحاملات الطائرات الأمريكية" هو ما يمثّل كارثة منتظرة.
فشل التكنولوجيا المتطورة
مجلة "جاكوبين" الأمريكية، من جهتها نشرت تقريراً تحليلياً حول فشل التكنولوجيا الحربية المتطورة في الحرب غير المتكافئة.
وجاء في التقرير: "تتباهى شركات الدفاع الغربية العملاقة بالتكنولوجيا المتطورة، لكن أنظمتها "المتطورة" غالبًا ما تفشل في الحرب غير المتكافئة. من أنظمة الدفاع الصاروخي المعيبة إلى حاملات الطائرات باهظة الثمن، فإن الشيء الوحيد الذي يعمل باستمرار هو آلة الربح".. لافتاً إلى أن "عدم فاعلية التكنولوجيا العسكرية "المتطورة" التي تجلى في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة والصراعات التي امتدت إلى مناطق أخرى من العالم تقوض فكرة مفادها أن المجمع الصناعي العسكري يهدف إلى كسب الحروب. وبدلاً من ذلك، يكشف هذا عن هدفه الحقيقي: الاستفادة من الصراعات الجارية".
وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل" منذ عام 1967م، "كانت إحدى الوظائف الأساسية لها كدولة عميلة للولايات المتحدة وأوروبا هي العمل كمختبر للأسلحة. وعلى مدى ثمانية عقود من القمع وغزو وضم أراضي الدول الإقليمية، كانت بمثابة أرض اختبار لمصنعي الأسلحة".
وأضاف: "ولكن منذ بداية الألفية الجديدة، وخاصة منذ الهجوم الفلسطيني الذي قادته حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحولت المنطقة إلى مختبر للأسلحة من نوع مختلف تمام الاختلاف. فهي الآن تعرض أسلحة أعدائها وقدرتهم، مقابل جزء ضئيل من التكلفة والتعقيد التقني، على جعل تكنولوجيا عصر الفضاء غير اقتصادية، وبالتالي عتيقة الطراز".
وتطرق تقرير مجلة "جاكوبين" الأمريكية إلى عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لقطاع غزة.. حيث أشار إلى أنه "بدلا من معالجة أسباب قيام اليمن بإرسال الطائرات المسيرة والصواريخ على السفن تضامناً مع غزة، رد الغرب بالقوة المسلحة، متوقعاً حرباً خاطفة تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن، إحدى أفقر الدول العربية".
واستطرد: "في يونيو/ حزيران، انسحبت حاملة الطائرات آيزنهاور، وهي مثال بارز للقوة الصلبة الأميركية، من مياه البحر الأحمر المتاخمة لليمن. وظهرت تقارير متضاربة حول ما إذا كانت جماعة أنصار الله قد نجحت بالفعل في ضرب السفينة وإتلافها أو ما إذا كانت قد استنفدت ببساطة صواريخها الاعتراضية في مواجهة وابل الطائرات بدون طيار التي أطلقتها الحركة اليمنية. وبغض النظر عن السبب الدقيق، فقد أظهر الموقف أن نشر أقوى بحرية في التاريخ -وربما خسارة أقوى سفنها- كان أكثر تكلفة بشكل كبير، من الناحية المالية البحتة، من التكلفة التي قد يتحملها خصومها في حالة مهاجمتها".
وأكد التقرير أن "وجود هذه القوة النارية الساحقة لم يفعل شيئا لمنع أنصار الله من مواصلة عملياتهم المساندة لغزة".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا