كُرِّم لينين مورينو من قبل حكومات عديدة في أميركا اللاتينية ونال أوسمةً رفيعة، وحصل على تأييد دولي واسع من 180 دولة لترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2012، ولكنّ الجائزةَ ذهبت إلى الاتّحاد الأوروبي.فهل سينجح في الوصول لسدّة الرئاسة ويُبقي على النهج اليساري؟ أم سترضخ الإكوادور للسياسات الخارجية كما تشيلي والبرازيل؟
تسعى الإكوادور في علاقتها بالولايات المتحدة "لمكافحة السياسات وليس مكافحة الشعوب"،  وهذا ما يؤكده الرئيس الحالي رافاييل كوريا في الحفاظ على سيادة بلاده الكاملة ووقوفها ضد سياسة الهيمنة التي تضعها الدول المسيطرة على العالم، "لسنا ضد الولايات المتحدة لكننا لن نطلب القرار من أحد لنقوم بسياستنا الخارجية".
وتعترف الإكوادور بدولة فلسطينية حرّة ومستقلة داخل حدودها منذ عام 1967، وأعلنت مؤخراً تخليها عن تجديد عقدها مع شركة G4S البريطانية، لتواطؤها مع الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين، بما في ذلك انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
تعرّض المرشَّح الرئاسي في انتخابات الإكوادور لينين مورينو للسرقة وأصيب برصاصة في ظهره سنة 1998، أدت إلى إعاقته ما ترك أثراً سلبياً على سير حياته، إلى أن اكتشف دواءه "لم أكن أريد العيش، كان ألماً دائماً ومُستمراً، لم يكن بإمكاني العمل أو القيام بأي نشاط إلى أن اكتشفت جانباً جديداً في حياتي وهو الفُكاهة والتفاؤل"
ويضيف "لاحقاً عندما تعمّقت في دراسة طبيعة الفُكاهة اكتشفت بأن الخصائص المُسكِّنة للفُكاهة تعود لهورمونات مُحدَّدة مثل الأندورفين والسيروتونين والدوبامين والأوكسيديز أحادية الأمين التي تعطي الفرد شعوراً بالرضا، وحيث يوجد الرضا لا مكان للألم، فالقناة التي تقود المتعة إلى الدماغ هي نفسها التي تقود الألم إليه، عندما يحضر واحد.. الآخر لا مكان له، في هذا الوقت بالذات علِمت بأنني وجدت الحلّ لهذه المشكلة".
أنشأ مورينو بدعم من زوجته مؤسسة "إيفينتا"، للترويج للفرح والفكاهة كطريقة حياة بناء على تجاربه الشخصية، حيث تماثل إلى الشفاء عن طريق الضحك.
ومورينو نائب الرئيس رافاييل كوريا بين عامَي 2007 و2013، رشحّه الأخير لانتخابات الإكوادور الرئاسية للعام 2017.
في الجولة الثانية للانتخابات الأكثر احتداماً في تاريخ الإكوادور في 2 نيسان/ أبريل 2017، سيختار نحو 12.8 مليون ناخب مسجّل خلفاً لكوريا إضافة إلى نائب الرئيس و137 نائباً و5 ممثلين في البرلمان، بحضور مراقبين من منظمة الدول الأميركية واتحاد بلدان أميركا الجنوبية (حوالي 200 مراقب دولي)، وفي حال عدم المشاركة يخضع الناخب لدفع غرامة.
ويقترب الاشتراكي لينين مورينو مرشّح الحزب الحاكم في الإكوادور، من الفوز في الانتخابات الرئاسية على خصمه اليميني غييرمو لاسو، بحسب ما أوضحت أرقام نتائج الدورة الأولى التي جرت في 19 شباط/ فبراير 2017.
بعد إغلاق 43.600 مركز اقتراع، خاطب المرشح الأقوى اليساري مورينو، حشود المبتهجين في مقر الحزب في كيتو قائلاً "سنربح هذه المعركة". وبعد فرز %81,90 من الأصوات، حصل مورينو على %38,87، فيما حصل لاسو الذي ينتمي إلى "حركة خلق الفرص" على %28,50.
ومن بين أسباب تقدّم مورينو هو تشتتّ المعارضة اليمينية بين عدّة مرشحين.. ورياح التحالفات اليمينية بين حركة "كريو" و"الحزب المسيحي الاجتماعي" ــ اللذين يرجّح أن يستحوذا على المرتبتين الثانية (%22) والثالثة في البرلمان الجديد (%13) ــ قد تجري بعكس ما تشتهي سفن حزب "ائتلاف البلاد" ــ المرجّح استحواذه على غالبية برلمانية غير مطلقة (%39) ــ ولا سيما أن ما يجمع غييرمو لاسو وسينتيا فيتيري، الانسجام التام مع سياسات الولايات المتحدة، وهو ما يظهر جليّاً في ما كشفته أحدث الوثائق المنشورة عبر موقع "ويكيليكس".
وفي سياق متصّل، يمكن القول إن مؤسس موقع "ويكيليكس" الأسترالي جوليان أسانج، هو أكثر من يحبس أنفاسه بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في الإكوادور، حتى قياساً بالمرشحين أنفسهم، فمصير اللاجئ في سفارة الإكوادور في لندن منذ عام 2012، قد يكون مرتبطاً بنتائج التصويت.
وفي حين يفضّل مورينو الاستمرار في منح أسانج حق اللجوء في السفارة الذي سمح به كوريا، أكد كلّ من لاسو وفيتيري أنهما سيسحبانه.
ويبقى سلاح الاقتصاد الأقوى في الانتخابات الحالية، فاليسار يبني على إرث رافاييل كوريا، ولا سيما برامجه للتقديمات الاجتماعية لتهدئة غضب الناخبين جرّاء التراجع الحاد في الإيرادات العامة، بعد تراجع أسعار النفط الخام، مراهناً على نسبة نمو اقتصادي متوقعة للعام الحالي بنحو %1.4.

أما اليمين، فينطلق من برامج الرعاية الإقتصادية نفسها للتصويب على رافاييل كوريا، عبر اتهامه بتبديد العائدات النفطية على مشاريع غير منتجة، بدلاً من التركيز على الاستثمارات، التي أدّى تقلصها نتيجة للأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع معدّل البطالة.

يُتوقع أن تكون الحملة متوترة بين نموذجين للمجتمع، فمورينو يمثل استمرارية برنامج يشمل نفقات اجتماعية كبيرة مع ضرائب وديون مرتفعة، بينما يعرض خصمه مرشّح المحافظين إلغاء الضرائب لتحفيز الاستهلاك وجذب استثمارات أجنبية.