«لا» 21 السياسي -
الرئيس التركي يهدد «إسرائيل» بالتدخل عسكريا، فيما يستمر بدعمها اقتصادياً وتأمين الحماية الاستراتيجية لها حتى ‏بعد 9 أشهر من الحرب، ولا تزال سفن البضائع التركية وناقلات النفط الأذربيجانية تتنقل من الموانئ التركية إلى ‏موانئ فلسطين المحتلة‎.
قال أردوغان إن على بلاده أن تكون «قوية جداً، حتى لا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما تفعله بالفلسطينيين»، مضيفاً أنها ‏تدخلت في كل من إقليم ناغورنو كاراباخ (الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان) وليبيا، و»قد تفعل الشيء نفسه ‏مع إسرائيل»، إذ ليس ثمة ما يمنع ذلك، «يكفي فقط أن نكون أقوياء» على حد تعبيره‎.
إن السياق الرئيس لتصريح أردوغان هو سياق دفاعي أو اعتذاري، إذ أتى في معرض الرد على انتقادات ومناشدات ‏وجّهت للحكومة في الآونة الأخيرة من الشارع و/ أو النخب و/ أو بعض أحزاب المعارضة بخصوص الموقف من الحرب ‏على غزة‎.
وعليه، فالدافع الأساسي لكلام الرئيس التركي هو الرد على المعارضة التي طالما اتهمها بالمزايدة‎.
وقد حرص الرجل على تأكيد أنه «ليس هناك ما يمنع» أن تفعل بلاده ذلك في فلسطين، رابطاً ذلك بشرط «القوة والقدرة»، ‏أي أنه أراد إثبات النية والموقف، رابطاً الأمر بعدم القدرة حالياً، ولم يشر فقط لفكرة التدخل (الفعل)، بل تجاوزها نحو ‏القدرة على لجم «إٍسرائيل» (التأثير‎).
والحقيقة أنه دون الخيار العسكري، أياً كان شكله. ثمة ما ينبغي على أردوغان ويمكنه فعله دون أثمان كبيرة متخيّلة. ‏يمكن -وينبغي- مثلاً تفعيل خيار الانضمام لقضية الإبادة أمام محكمة العدل الدولية، وقطع التجارة بشكل كامل ونهائي ‏مع كيان الاحتلال، وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، ووقف تصدير النفط الأذربيجاني إليه عبر الموانئ التركية، ‏وغلق المجال الجوي التركي أمام كيان الاحتلال، والدعم الذي قد يصله، وإقرار حزمة من القوانين في البرلمان ‏‏(بخصوص مزدوجي الجنسية في جيش الاحتلال)... وغير ذلك.