«لا» 21 السياسي -
بين ترندات أغاني بلقيس أحمد فتحي وصور خلود باشراحيل وصفعات عمرو دياب ودموع كريستيانو رونالدو، يقبع الملايين من أتباع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (جناح قطر - تركيا خاصة) خلف شاشات الكمبيوتر والهاتف رافعين هذه وهذا، وخافضين تلك وذاك، وكأن ما يحدث في غزة لا يستحق أن تضغط أصابعهم من أجله بضع كلمات أو تعليقات أو هاشتاجات. لا ينتظر الغزاويون من أمثال هؤلاء شيئاً، وهم (أي الغزاويين) يصنعون بأنفسهم ملحمة أسطورية بطولية غير مسبوقة في التاريخ في مواجهة أبشع جنس بشري قاتل وأشنع آلة حربية متوحشة وأفظع حرب إبادة جماعية، وقد خذلهم الأعراب الصهاينة والعالم الإنجلوساكسوني، ثقتهم بالله وحده وبعدالة قضيتهم وبطهر دماءهم وبإسناد أشقائهم من محور المقاومة. أما أولئك الترنديون بالتفاهة ففي الفتنة سقطوا. فقد صارت حماس (السنية - الإخوانية) بنظرهم ضالة وفي ضلالة، لا لشيء إلا أن السنوار والضيف فصلا القسام عن خالد مشعل وأمثاله، وعن مخابرات الدوحة وأنقرة، ووصلاها بمحور «الشيعة المجوس».
حين قطع ابن سلمان جسد جمال خاشقجي وأذابه في سائل حمض الكبريتيك تلقى القطيع الإخوانجي أوامر بالتغريد والفسبكة والتلفزة والبودكاستينغ عن تلك الجريمة مركزين على التشهير بابن سلمان على حساب الإنصاف لخاشقجي. استمروا لأشهرٍ وعلى مدى خمسة وعشرين ساعة في اليوم، ثم أتتهم الأوامر أن توقفوا واصمتوا فقد استلم الخليفة أردوغان الدية وتقاسم ثمنها مع ولي أمر «الجزيرة» آل ثاني. وبين التباكي على خاشقجي والتغابي عن عشرات الآلاف من الشهداء في غزة مسافة نفاق تبدأ من الترند وتنتهي إليه، وعنوانها: بعاااع!