المخرج والفنان زيدون مبارك العبيدي لـ«لا»:أجد نفسي في الأعمال التراجيدية والكوميديا فيها الكثير من الإسفاف
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا
حوار بشرى الغيلي / لا ميديا -
من أزقةِ مدينة الشِحر الجميلة.. ومن واديها والساحل، ومن شهرة عسل وادي دوعن العريق انطلق الفنان والسيناريست والمخرج زيدون مبارك العبيدي ليحمل رسالة عظيمة تمثل اليمن من أقصاه إلى أقصاه.. كاريزما في الحضور، ثقة في الأداء جذبت جمهوره ومحبيه، لدرجة أنه تم تصنيفه في خانةِ نجوم الدراما العالميين.. وعند سؤالنا له من أين اكتسب كل ذلك رد بأن لتراكم الخبرة دورا كبيرا بعد الله عز وجل»، ومن هنا وأنت تحاوره تشعر بثقافته واطلاعه الواسع على جميع فنون ومدارس التمثيل العالمية، فلا غرابة أن يأخذ بألباب المشاهدين في أدواره التي تشعرك أنك أمام فنان حقيقي غير متصنع، تشرّب الفن منذُ نعومةِ أظفاره.. وهنا نترككم ترتشفون من معين هذا اللقاء الخاص الذي أجرته معه صحيفة «لا».
تراكم خبرات
كاريزما في الحضور، ثقة في الأداء جذبت جمهورك ومحبيك، لدرجة أنه تم تصنيفك في خانةِ نجوم الدراما العالميين.. فمن أين اكتسبت كل ذلك؟
توفيق من الله عز وجل في البداية والنهاية، ثم دعاء الوالدة، ثم تراكم خبرات السنين الماضية، وطبعا في بدايةِ الأمر كنت سأعتذر عن الدور في مسلسل «دروب المرجلة»، لأنه دور محوري وارتكازي، دور الشيخ، فدعوت الله وسألت أمي أن تدعو لي، فدعت لي، وتوكلت على الله، وربما الشخصية صحيح صعبة، وربما أنني اجتهدت فيها والله يعلم أن التوفيق من الله عز وجل.
البداية من «صمتِ البحر»
يقال إن للبداياتِ خطوات تؤسس للمستقبل، فكيف كانت بدايتك؟
كانت بدايتي عام 1994م مع فيلم «صمت البحر» الذي صورته آنذاك ورشح لمهرجان قرطاجة في تونس لأفلام الهواة، كان فيلما روائيا طويلا مدته ساعة ونصف (90 دقيقة)، وكان لدي شغف أن أصوّر هذا العمل، مع أنه كانت الفترة حينها من الصعوبةِ أن تصور فيلما روائيا طويلا لأنه يحتاج إمكانيات، وإضاءات.. إلخ، ولكن بفضل الله صورنا، صحيح أنه لم يكن في المراكز الأولى ولكن على الأقل مثل الجمهورية اليمنية في 1994.
النقد للمختص والرأي للجميع
هناك انتقادات على اللهجة البدوية في مسلسل «دروب المرجلة» ما رأيك؟ وهل يوجد اختلاف في لهجة بدو اليمن وبدو الرملة؟
بالنسبة للهجة طرح علي هذا السؤال أكثر من مرة، طبعا اليمن كبيرة جدا وفيها جميع اللهجات، ففي محافظة حضرموت فقط لا أبالغ إن قلت يمكن فيها حوالي 50 لهجة من منطقة لمنطقة، ومن قرية إلى قرية، ومن وادي الصحراء، والساحل والوادي، فما بالكِ بالمحافظات الأخرى، فهناك موجودة لهجة الرملة في شبوة والجوف، وحضرموت، واللون البدوي موحد في الوطن العربي، سواء بدو الهضبة، أو بدو الرملة، وكذلك اللحن الموسيقي للكلمة موحد، واللهجة يمنية 100% وهناك بعض الاعتراضات كانت على اللهجة في المسلسل، النقد للمختص والرأي للجميع، فالذي ينتقد هل زار كل مناطق اليمن وتعرف على لهجاتها المتعددة ثم عليه أن يحكم، أما أنه يحكم وهو لم يعايشها أو يسمعها، حتى لو افترضنا سمعوها في الأردن أو السعودية نحن في اليمن مهد الحضارة، ومهد اللغات، وأصل العرب، والتون العربي الأصيل.
النسق من يحدد نوع اللهجة
تصحيح اللهجات في المسلسلات البدوية في اليمن على ماذا يعتمد؟
يعتمد تصحيحها على النسق نفسه، سواء في مدينة، أو في القرية، أو في البادية، هو من يحدد نوع اللهجة والمصحح ابن البادية نفسها، يعني القرية، أو ابن الجبل الذي يعيش فيه، أو ابن المدينة، يتم تبييض اللهجة كي تكون مفهومة، فبعض الكلمات التي يكون فيها صعوبة في الفهم تسحب ونأخذ البياض منها، فمثلا في حضرموت كلمة «وابغيت»، نحن نستبعد «وا» لأن «الوا» لا تكون مفهومة في بلدان أخرى، أو في قرية، أو في بادية.. فالمصحح ابن البادية نفسها.
شغف الجمهور كبير
أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل «دروب المرجلة» توحي بأن هناك أجزاء أخرى، فهل لديكم أجزاء قادمة؟
قصة الجزء الثاني من مسلسل «دروب المرجلة» أصبح شغفا عند الجمهور ككل، والكل يطالب به، طبعا هذا ما استشففته من مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يبقى قرار الجزء الثاني بيد الشركة المنفذة، وبيد الكاتب هل يستطيع استبقاء المخرج أو استبداله بآخر، ولا أستطيع أن أجزم بذلك في هذا الموضوع، أو أصرّح به، لأن الأمر يعود لقناة «السعيدة».
العدني وحزام الأبرز
الفنان والمخرج زيدون العبيدي من أبرز نجوم الدراما في اليمن، ولديه الكثير من المؤهلات في المسرح، والدراما، والتمثيل، فهل لديك طموح مستقبلا بامتلاك شركة إنتاج خاصة بك؟
من وجهة نظري الخاصة أبرز الممثلين أحمد عبدالله حسين العدني من أبناء عدن أكاديمي خريج الاتحاد السوفيتي آنذاك، يطبق نظرية «ستانسلافسكي» في التمثيل، تقطيع، تلوين، إحساس، مخارج ألفاظ، يمثل التمثيل الحقيقي، وكذلك نبيل حزام، ومن المرحومين حسن علوان هو رمز من رموز الدراما اليمنية، أما بخصوص شركة الإنتاج حاولنا الإنتاج بشركة إنتاج حضرمية والاستفادة من شركات الإنتاج في المحافظات الأخرى، ولكن باءت بالفشل لأن شركات الإنتاج تحتاج إلى خبرة كبيرة، وربما في المستقبل بعد أن يكتسب العناصر الخبرة سيكون هناك شركة إنتاج بإذن الله.
أكثر من 20 فيلما لـ»السنابل»
باعتبارك من مؤسسي فرقة السنابل للدراما، ما هي أهم وأبرز الأعمال التي قدمتها هذه الفرقة؟ وهل ماتزال مستمرة؟ وما الجديد من أعمالها؟
الأعمال التي أنتجتها فرقة السنابل، منها فيلما «صمت البحر»، و«قبل الانفجار» هذا الذي مثل الجمهورية اليمنية عام 2011 في دار الأوبرا بالقاهرة مع أنه من إنتاج فرقة عن طريق عائشة العولقي، وعرض في دار الأوبرا باسم الجمهورية اليمنية آنذاك. وقدمت أيضا فرقة السنابل ما يقارب 20 إلى 22 فيلما قصيرا وطويلا وكل أعمالها موجودة بالإنترنت، منها سياسي، ومنها اجتماعي، ومنها تراجيدي، ومنها كوميدي.
تفضل يا ممثل!
ذكرت في إحدى المقابلات أنك وأنت تصور أحد المسلسلات في الأردن فكان بعض من يراك من رعاة الغنم يأتون إليك ليلتقطوا معك صوراً تذكارية وكنت تسألهم «من أين تعرفونني» فكانوا يردون عليك بأنهم شاهدوك في مسلسل «الجمرة» إلى أي مدى من وجهة نظرك استطاعت الدراما اليمنية أن تتجاوز المحلية؟
فعلا لاقيت ترحيبا في الأردن حتى في المدينة قبل أن أذهب للأغوار، في أزمة كورونا كنّا نصوّر مسلسل «عيال قحطان» فكانوا يعطوننا في اليوم ساعتين فرصة لنذهب الى السوبر ماركت، أو نشتري خبزا، كنت أرتدي كمامة ولابس عمامة لأن شعري طويل، ولابس البنطلون وواقف في الطابور لما جاء دوري في الطابور لأنهم يدخلون من خمسة خمسة، ويخرجون خمسة، قال: تفضل يا ممثل! قلت له: أنا؟ والله العظيم وأنا لابس الكمامة، قال: أيوه أنت..! قلت له: أنت تعرفني؟ قال: أنت مش ممثل الجمرة؟ والله العظيم وأنا بالكمامة استغربت قلت: سبحان الله، فالأعمال البدوية لها رواج في الوطن العربي لأن لهجتها معروفة في الوطن العربي خلاف المسلسلات اليمنية التي باللهجة الحضرمية، أو العدنية، أو الصنعانية، أو الإبية، أو التعزية لأنها لهجات محصورة سريعة لا يفهمها إلا اليمني فقط. فالأعمال البدوية لهجتها موحدة في الوطن العربي ككل، فأنا لي أصدقاء في المغرب العربي بسبب الأعمال البدوية لأنها لهجة مفهومة ومحبوبة ودائما الأعمال البدوية هي الناجحة.
تراجيديا وقصص واقعية
أين يجد الفنان زيدون العبيدي نفسه أكثر في أدوار التراجيديا الواقعية أو الأدوار الكوميدية؟
أجد نفسي في الأعمال التراجيدية والقصص الواقعية، والتاريخية لغة عربية وهي أبعد عن الكوميديا، لأن الكوميديا من وجهة نظري الشخصية فيها كثير من الإسفاف لم تُفهم الكوميديا الحقيقية، وأغلب الكوميديا الموجودة في أغلب الأعمال العربية واليمنية هي «كوميديا الموقف، أو كوميديا اللفظ، أو الحركة»، ولهذا أجد نفسي في الأعمال التراجيدية الواقعية، التاريخية، البدوية هي التي أحبها، وهي الأقرب إلى قلبي.
«الجمرة» الأقرب إليّ
ما هو أقرب وأهم الأعمال بالنسبة للفنان زيدون، ويرى أنه كان راضيا عنه تماماً؟
أهم أعماليمسلسل «الجمرة» لأنه هو سبب ظهوري لليمن بشكل عام، للمخرج المتألق فلاح الجبوري أطال الله في عمره، وهذه حقيقة يجب أن تقال.
فضل عامر والمرفدي
سؤال كان في بالك أستاذ زيدون أن يرد ضمن المحاور، ولم يتم طرحه، وبإمكانك طرحه والرد عليه؟
السؤال الذي كان نفسي يطرح ضمن هذا الحوار: من الداعم لك في مسيرتك الفنية؟
وهو السؤال الذي دائما ما أسأل فيه، ولكن أحببت أن يطرح أيضا ضمن هذا اللقاء، أكن كل الاحترام والتقدير لأستاذي الدكتور عبدالسلام عامر فأنا أحد طلابه الذي قدّم لي يد العون في مسيرتي الدرامية، والأستاذ المخرج جهاد محمد المرفدي مخرج إعلام في السعودية، هما من مهدا لي الطريق بعد الله عز وجل، فلهما شكري وتقديري الكبيران.
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا