
تقرير / لا ميديا -
يأتي الصيف ليلقي بجحيمه على مدينة عدن دفعة واحدة، لتتكشف سوأة حكومة الفنادق وأدوات الاحتلال مع عجزها حتى عن إيجاد حلولها الترقيعية لتدخل عدن في مرحلة الظلام الدامس والاحتضار، حيث توقفت مستشفيات وخرجت مرافق ومؤسسات خدمية عن الجاهزية بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتوقفت الحياة العملية تماماً لتتصاعد الاحتجاجات ويرى وزير كهرباء الفنادق نفسه قد فر باتجاه القاهرة، فيما المئات يحاصرون المرتزق بن مبارك في قصر معاشيق وسط خلافات عاصفة مع انتقالي الإمارات.
تصاعدت الاحتجاجات العارمة في مدينة عدن المحتلة، أمس، بعد ليلة ساخنة شهدتها المدينة تنديدا بانقطاع خدمة الكهرباء ودخول المدينة في ظلام دامس توقفت إثره عدد من المستشفيات والمرافق الحيوية، في ظل موجة حر غير مسبوقة يدفع ثمنها الأهالي.
وقال مصدر مطلع لصحيفة "لا" إنه تم أمس تسجيل أول حالة وفاة في المدينة بسبب موجة الحر التي أجبرت المواطنين على الخروج من منازلهم والنوم في الشوارع أو الأسطح.
وأكد المصدر وفاة الصحفي المذيع في تلفزيون عدن لبيب شهاب بذبحة صدرية جراء الحر وانقطاع الكهرباء، مشيرا إلى أن شهاب ظل طيلة ليلة أمس الأول يصيح في الشارع من الحر مثل البقية الذين خرجوا من منازلهم، ليلقى حتفه إثر ذبحة صدرية قاتلة.
المصدر أوضح لصحيفة "لا" أن آلاف المواطنين أصبحوا يفترشون الشوارع للمبيت هروبا من منازلهم التي تحولت إلى جحيم بفعل انقطاع الكهرباء أغلب ساعات اليوم، بعد خروج المحطات عن الخدمة، لافتا إلى أن سلطات الارتزاق وحكومة الفنادق تتعمد تعذيب المواطن في مدينة عدن.
إلى ذلك، استمرت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة لليوم الثاني على التوالي، قطع خلالها المحتجون الطرقات في شوارع رئيسية، وذلك بعد تجاوز ساعات انقطاع خدمة الكهرباء 22 ساعة.
وقالت المصادر إن محتجين قطعوا الطرقات في مديريات كريتر والمنصورة والشيخ عثمان، بالقرب من جولة عدن مول وجولة الغزل والنسيج وعدد من الشوارع الأخرى، مطالبين بإعادة التيار الكهربائي المنقطع عن مساكنهم منذ يوم كامل.
وبالتوازي مع هذه الاحتجاجات الغاضبة شهدت مدينة عدن عصياناً مدنياً، وأغلقت الكثير من المحلات التجارية أبوابها، فيما ظهر مواطنون على قارعة الطريق وهم يفترشون الأرض، بعد خروجهم من المنازل، متذمرين من حرارة الصيف الملتهبة.
وعلى صعيد متصل دعا عدد من أولياء الأمور في مدينة عدن إلى تأجيل الامتحانات النهائية التي تشهدها مدارس المحافظة للتعليم الأساسي والثانوي، حتى عودة التيار الكهربائي.
ووجهت مستشفيات الجمهورية والصداقة وباصهيب أمس نداء عاجلا لإنقاذ حياة المرضى بسبب انقطاع الكهرباء عنها بشكل كامل.
وكانت محطات الكهرباء بعدن خرجت صباح أمس عن العمل بشكل كامل، في ظل اتهامات لحكومة الفنادق بعدم اتخاذ أي إجراءات لمعالجة أزمة الانقطاع المتواصل للكهرباء بالمدينة.
وألقت أزمة الكهرباء بظلالها على أدوات الاحتلال، حيث وجه انتقالي الإمارات أصابع الاتهام لحكومة ورئاسي الفنادق برئاسة المرتزقين رشاد العليمي وأحمد عوض بن مبارك بالوقوف وراء مشاكل الجنوب حسب ما جاء في بيان القيادي في انتقالي الإمارات المرتزق عبدالله مبارك الغيثي.
وفي سياق الحرب وتبادل الاتهامات بين أدوات الاحتلال، صعد المرتزق رشاد العليمي رئيس ما يسمى مجلس القيادة التابع للاحتلال ضد انتقالي الإمارات، وذلك بطلب مكتبه من مالك سفينة الوقود المحملة بـ20 ألف طن من الديزل، التي ظلت في ميناء الزيت 5 أيام بانتظار دفع قيمة الشحنة لإفراغها، الإبحار إلى حضرموت لتزويد محطاتها بالوقود رغم تصاعد انطفاءات التيار الكهربائي في عدن إلى 22 ساعة انقطاع مقابل ساعتي تشغيل.
وأكدت المصادر أن السفينة غادرت ميناء الزيت إلى حضرموت لإفراغ حمولتها، في وقت قاربت محطات كهرباء عدن على الخروج بالكامل عن الخدمة، مشيرة إلى أن حكومة الفنادق بررت لانتقالي الإمارات مغادرة سفينة الوقود إلى حضرموت بأن ذلك مقابل إرسال ثلاث قاطرات من النفط الخام لتشغيل محطة "بترومسيلة" في عدن.
الزبيدي يمنع بن مبارك من السفر
وفي تطور لافت، أكدت مصادر أن توجيهات أصدرها المرتزق عيدروس الزبيدي رئيس انتقالي الإمارات باحتجاز رئيس حكومة الفنادق المرتزق أحمد عوض بن مبارك ومنعه من السفر.
وقالت المصادر إن الزبيدي حمل بن مبارك مسؤولية انهيار الكهرباء وقرب خروج كافة محطات التوليد عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، مضيفة أن الزبيدي منع بن مبارك من مغادرة عدن إلى السعودية، حيث أصدر توجيهات لفصائله في مطار عدن بعدم السماح له بالسفر مهما كانت الأسباب.
وأوضحت مصادر أخرى في مطار عدن أنه تم تأجيل رحلة بن مبارك المتوجهة إلى الرياض حتى يتم إيجاد حلول عاجلة وسريعة لتوفير وقود الكهرباء وذلك لتفادي الخروج الكلي لكهرباء عدن وإعطاء رئيس الحكومة ووزراء الكهرباء والمالية والنفط مهلة 12 ساعة لإيجاد حل فوري أولي، لوقف تدهور خدمة الكهرباء وإعادتها إلى المستوى المقبول، ومن ثم الشروع وبصورة مباشرة بإيجاد معالجات من شأنها أن تحول دون تكرار انهيار محطات الكهرباء.
وبالرغم من ذلك فقد تمكن المرتزق مانع بن يمين وزير كهرباء الفنادق من النجاة بجلده والفرار باتجاه القاهرة هروبا من حالة الغضب الشعبي العارمة، في ظل أنباء عن تقديم استقالته.
محاصرة "معاشيق"
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام عن انفجارات عنيفة هزت أمس محيط قصر معاشيق، مقر رئاسي وحكومة الفنادق بالتزامن مع تصاعد وتيرة الخلافات بين أدوات الاحتلال.
وأفادت بوقوع انفجارات بالقرب من قصر معاشيق، فيما أرجعتها وسائل إعلام "الانتقالي" إلى قنابل صوتية ألقاها مجهولون على مقبرة القطيع في كريتر القريبة من قصر معاشيق.
وشهد محيط القصر أمس توترا كبيرا من خلال قيام أنصار الانتقالي بقطع الخطوط المؤدية وتطويقه تمهيدا لاقتحامه.
وأفادت مصادر محلية بأن المئات من عناصر انتقالي الإمارات قطعوا خلال الساعات الأولى من فجر أمس الشوارع المؤدية إلى القصر في مديرية كريتر ومنعوا الدخول والخروج منه، مشيرة إلى قيام تلك العناصر بإحراق الإطارات بذريعة المطالبة بتوفير الكهرباء.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري