تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
بحلول اليوم الثلاثاء الموافق 12 آذار/ مارس الجاري، يكون العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن حماية للكيان الصهيوني، قد أكمل شهره الثاني، وبذلك تنتهي المهلة المحددة لإدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن بشأن العملية العسكرية ضد اليمن، في الوقت الذي يسعى "البنتاغون" للحصول على تفويض من "الكونجرس" بزيادة فترة العملية العسكرية لـ30 يوماً إضافياً، بالرغم من الاعتراف الصريح أمريكياً وغربياً بأن الضربات الجوية على صنعاء وعدد من محافظات السيادة اليمنية على مدى شهرين متتاليين، لم تنجح في ردع القوات المسلحة اليمنية، أو التأثير على قدراتها العسكرية.
ومع انتهاء المدة المحددة الحالية فإن بايدن أمام خيارين إما الحصول على تفويض قانوني من الكونجرس بالمواصلة أو استغلال خيار آخر لديه بمواصلة الأعمال العدائية لـ30 يوماً إضافياً فقط، وفقاً لمجلة "فورين بوليسي Foreign Policy" الأمريكية، غير أن مسألة التفويض من عدمه مرتبطة بحقيقة مدى فاعلية وجدوائية العمليات العدائية ضد اليمن.
وحتى في حال تم منح بايدن تفويضاً بالمواصلة، يؤكد مسؤولون أمريكيون أن هذا الأمر لن يُغير شيئاً في عدم نجاح الضربات على اليمن، خاصة مع الاعترافات الأمريكية أنها تفتقر للمعلومات العسكرية عن القوات المسلحة اليمنية و"أنصار الله" منذ إغلاق سفارتها في صنعاء مطلع العام 2015م، التي كانت وكراً للتجسس على البلاد.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أكد في أكثر من خطاب له بشأن مستجدات العدوان الصهيوأمريكي على غزة، عدم تأثير العدوان الأمريكي البريطاني على القدرات اليمنية، مشدداً على أن العمليات البحرية ستستمر وبوتيرة عالية في البحرين الأحمر والعربي، في ظل استمرار العدوان والحصار على غزة، بدعم من الولايات المتحدة.

خسائر واشنطن
في خط موازٍ تحدثت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، عن نقاط الضعف في الغرب، ضمن حربهم مع اليمن، مؤكّدةً أنه على الرغم من أن الحرب غير متكافئة، إلا أنّ خسائر واشنطن تفوق بكثير خسائر صنعاء.
وذكرت أن اليمنيين يعلّمون الغرب الحرب غير المتكافئة، وكيف يمكنهم استبدال السترة الانتحارية والعبوة الناسفة، بطائرة انتحارية من دون طيار وصاروخ موجّه بدقة.
وفي مقالٍ نشرته الوكالة للكاتب مارك شامبيون، قال فيه إنّ اليمنيين يعتقدون أنّهم في "حالة حربٍ مع الغرب"، وأنّه قد حان الوقت للاعتراف "بأننا في حالة حرب معهم"، معتبراً أنّ السؤال الأصعب هو "كيفية محاربة هذا النوع من الأعداء غير المتماثلين".
وبيّنت الوكالة، وفقاً لقناة الميادين، أنّ "ما يثبته اليمنيون هو أن الغرب المتقدم، يواجه تحديات متزايدة على جبهتين من أعداء أضعف، بدءاً من الجهات الفاعلة غير الحكومية وصولاً إلى إيران وروسيا".
وعلى الرغم من القوة "غير العادية" التي تتمتع بها أساطيل حاملات الطائرات الأميركية، إلا أنّه وبحسب الوكالة، فإنّ الردّ على هذه التحديات، لا يمكن أن يتلخّص دائماً في اتخاذ موقف أكثر صرامة ورسم الحدود وإنشاء الردع، وهي استراتيجية واشنطن القياسية.
وخلصت الوكالة إلى أنّ التحدّي الأول، هو أن التقدّم في إنتاج الصواريخ والطائرات من دون طيار، أدّى إلى "إضفاء الطابع الديمقراطي على الأسلحة القوية للغاية، التي كانت حتى وقتٍ قريب متاحة فقط للدول الأكثر ثراء"، حيث يتم استبدال السترة الانتحارية والعبوة الناسفة، بطائرة انتحارية من دون طيار وصاروخ موجّه بدقة.
أمّا التحدّي الثاني، بحسب الوكالة فهو "عدم التماثل المتزايد في نقاط الضعف". وبيّنت الوكالة أنّ اليمنيين يُظهرون في الوقت الحقيقي مدى ثراء الدول المتقدّمة بالأهداف.
وأوضحت أنّ المجتمعات الغنية والمعقّدة مثل الولايات المتحدة، التي كان نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي فيها يتجاوز 76 ألف دولار في نهاية العام الماضي، لديها الكثير مما يمكن مهاجمته (وخسارته) أكثر من دولة مثل اليمن، حيث يبلغ نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي 650 دولاراً.
لذلك، عندما يعطّل اليمنيون ما يقرب من 12% من الشحن العالمي، الذي يمر عبر مضيق باب المندب، فإنّ ذلك يؤثر على المستهلكين في أوروبا والمصنعين في آسيا، ولكن ليس على اليمن، وفق الوكالة.
كما بيّنت أنّه إذا اضطرت ناقلات النفط إلى التحوّل إلى طرق أطول وأكثر تكلفة من قناة السويس، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين في المضخات الأميركية، فإنّ اليمنيين سيكونون أقل تأثراً بكثير.
يُذكر أن القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها في البحرين العربي والأحمر، نصرةً لقطاع غزة ودفاعاً عن سيادة اليمن، وتستهدف السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال في فلسطين المحتلّة، إضافةً إلى السفن الأميركية والبريطانية عقب العدوان الذي تشنّه الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.. وتؤكد صنعاء سلامة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي لجميع الدول عدا السفن المشمولة بقرار الحظر حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة.