لا ميديا -
طريق الجهاد والمقاومة كله شموع تضيء، وأقمار تجيء، ليؤكدوا باستمرار أنهم وحدهم يصوغون بدمهم الزكي معالم المرحلة الجديدة، بعيداً عن مهاوي الهزيمة والانكسار. وليؤكدوا كذلك على أن مسيرة البطولة والشموخ بالحق صاعدة ولن تتوقف، ووحدها تضحياتهم ستكون جسر العبور نحو الانتصار.
ولد رائد علي أبو العدس في مخيم بلاطة بنابلس عام 1979، وسط عائلة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة يافا المحتلة، التحق بمعهد وكالة الغوث ليتخرج منه بدبلوم في صناعة الألمنيوم.
بدأ مشواره الجهادي مبكرًا، فشارك مع أطفال المخيم في فعاليات الانتفاضة الأولى برشق قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة. اعتقل للمرة الأولى بتهمة الانتماء لكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، وعند خروجه من السجن كان فكر الجهاد متأصلا في تفكيره وقناعاته.
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى عام 2000، التحق بحركة الجهاد الإسلامي ثم بصفوف سرايا القدس وأصبح أحد أبرز مجاهديها. وشارك أثناء عملية السور الواقي عام 2002، في تنظيم التصدي لتوغل قوات الاحتلال داخل مخيم بلاطة.
تولى قيادة سرايا القدس في نابلس، وأصبح على قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال وتكررت حملات المداهمة لمنزله في محاولة لاعتقاله أو اغتياله. وبدأ صراع التحدي بينه وبين ضابط المخابرات الصهيوني الذي هدده قبيل استشهاده أكثر من مرة بأن مصيره الموت إن لم يقم بتسليم نفسه.
بتاريخ 2 آب/ أغسطس عام 2007م، اقتحمت قوة صهيونية خاصة البلدة القديمة وحاصرت أحد المنازل حيث كان يوجد فيه مع رفيق له، ورفضا تسليم نفسيهما فاندلعت اشتباكات شرسة مع قوات الاحتلال، وبعد نفاد ذخيرتهما اقتحمت المنزل وكان مصابا في قدمه لكن جنود الاحتلال قرروا تصفيته وأطلقوا عليه 35 رصاصة.
أعلنت قوات الاحتلال أنها قتلت أحد «المطلوبين» لدى أجهزتها، وأنه قائد سرايا القدس في المنطقة، ومسؤول عن عمليات نصب كمائن للاحتلال داخل البلدة القديمة، وتجهيز استشهاديين، وإعداد صواريخ.