تقرير / لا ميديا -
إصرار الاحتلال الصهيوني على اقتحام رفح، حيث يلوذ بها 1.4 مليون فلسطيني طردوا قسرا من شمال ووسط غزة، يشير إلى نوايا الاحتلال ارتكاب المجازر وليس هزيمة المقاومة.
هكذا يرى رئيس تحرير موقع «ميدل إيست آي» البريطاني ديفيد هيرست، الذي قال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمعارضة يرفعون شعار «سنهجم على كتائب حماس الإرهابية المتبقية في رفح».
وعلق هيرست على ذلك بأنه مجرد تباهٍ للاستهلاك المحلي، مشيرا إلى أن الاحتلال استغرق 4 أشهر لشق طريقه إلى قطعة أرض طولها 41 كيلومترا وعرضها 12 كيلومترا.
وأردف الكاتب أن من الواضح أن شيئا ما قد حدث بشكل خاطئ؛ فإما أن الجنود الصهاينة ليسوا قوات خارقة كما كانوا يظنون، وإما أن مقاومة حماس والمقاتلين الآخرين كانت شديدة بشكل غير متوقع. لكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن القوات الصهيونية لم تقاتل بسهولة كبيرة.
ولفت هيرست إلى أن القصف الجوي والمدفعي والغارات بالمسيرات قصد منها ترويع المدنيين وتهيئة الظروف لنزوح جماعي.
ومع ذلك يرى الكاتب أن هذا التبجح الصهيوني يخفي لمحات أكثر قتامة للحملة البرية، مشيرا إلى أن الاستخبارات العسكرية الصهيونية تعتقد أن حماس ستظل قائمة كمجموعة مسلحة قادرة على شن عمليات ضدها، وتقول إن «الدعم الحقيقي» لحماس لا يزال مرتفعا بين الفلسطينيين في غزة.
كما قال هيرست إن هناك أسئلة أخرى ملحة بالقدر نفسه للقيادة العليا الصهيونية، وهي: هل لديهم القوات اللازمة لشن عملية كبرى في رفح وإعادة احتلال محور فيلادلفيا، دون الاضطرار إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط؟!
وأضاف أن «إسرائيل لن تنهي المهمة أبدا، وليس أمامها سوى خيارين: إما أن تحذو حذو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في سعيهما لتحويل الحرب على الأرض إلى حرب دينية، أو الجلوس مع قيادة يتمتع الفلسطينيون بحرية اختيارها لمناقشة طريقة تقاسم الأرض على قدم المساواة».

الاحتلال يعود لمربع القتال الأول
ميدانيا تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للاحتلال الصهيوني في قطاع غزة لليوم 137 من «طوفان الأقصى» وفق تكتيكات متنوعة.
وقالت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، إنها تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، ورصدت عدداً من طائرات الاحتلال التي حضرت لنقل القتلى والإصابات جراء الاشتباكات.
وأضافت كتائب القسام إنها استهدفت دبابتين من نوع ميركافا بقذائف «الياسين 105» في محور التقدم جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
من جانبها، قالت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت مع كتائب المقاومة الوطنية «مجموعات عمر القاسم» تحشدات وجنود الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرق غزة برشقات صاروخية من نوع (107).
بدورها استهدفت كتائب المجاهدين - الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية تجمعات قوات الاحتلال في جنوب شرق مدينة غزة بعدد من صواريخ قصيرة المدى.
وأضافت أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بالأسلحة المناسبة والمتنوعة في محاور التقدم شرق مدينة غزة وحققت إصابات مؤكدة ومباشرة في صفوف القوات المعتدية.
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدورها قالت إنها نفذت رمايات تكتيكية لتمركز آليات العدو وجنوده في المناطق الشرقية لجباليا وغزة بقذائف الهاون رداً على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني أعلنت اليوم مقتل جندي برتبة رقيب في معارك خان يونس، إلى جانب إصابة 22 ضابطا وجنديا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 ساعة الأخيرة.

غزة مسرح جريمة كبرى
حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة مستمرة وإعداد الشهداء والمصابين تواصل الارتفاع نحو أرقام مفزعة.
ووفق وزارة الصحة في غزة فقد ارتكب الاحتلال اليوم 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 103 شهداء و142 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وحسب الوزارة فقد ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على غزة إلى 29195 شهيداً و69170 إصابة.
في السياق قالت وزارة الصحة في غزة إن الوضع داخل مجمع ناصر الطبي الذي حولته قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية قد تجاوز الكارثة ويشكل تهديدا مباشرا لحياة الطواقم والمرضى.
وأضافت أنه تم إخلاء 18 مريضاً من مجمع ناصر الطبي إلى المستشفيات الميدانية وما زال 118 مريضاً داخل المجمع، مضيفة أن الطواقم الطبية والمرضى بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا حليب للأطفال ولا أكسجين ولا رعاية طبية مناسبة للحالات الصعبة.
إلى ذلك نزحت مئات العائلات الفلسطينية من منازلها، على وقع القصف العنيف والتوغل الذي عادت قوات الاحتلال الصهيونية، لتنفيذه في حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وتشهد منطقة الزيتون بمدينة غزة قصفا عنيفا من قبل المدفعية والطائرات الحربية الصهيونية، بالإضافة إلى توغل للقوات.
وقالت إذاعة الاحتلال الصهيوني إن قوات الاحتلال بدأ منذ الليلة قبل الماضية «عملية عسكرية» في حي الزيتون، لافتة إلى أن «من المتوقع أن تستمر عدة أسابيع».

فيتو أمريكي جديد يغطي الإبادة الصهيونية
على الصعيد السياسي أفشلت الولايات المتحدة الأميركية مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن الدولي، الذي يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزّة، مستخدمةً حقّها في النقض «الفيتو».
وجرى التصويت على مشروع القرار الجزائري خلال جلسة مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، حيث أُعلنت نتائج التصويت بموافقة 13 عضواً، واعتراض الولايات المتحدة، وامتناع بريطانيا عن التصويت.
وعلّق مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بالقول إنّ بلاده «ستطالب مرةً أخرى بوقف حمام الدم في فلسطين حتى يتحمل المجلس مسؤولياته ويفرض وقفاً فورياً للنار»، مشيراً إلى أنّ «مجلس الأمن لا يمكنه التهاون في الحفاظ على السلام».
وأوضح أنّ مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن يطلب وقفاً إنسانياً للنار، وإدخالاً للمساعدات من دون عرقلة إلى كل أنحاء قطاع غزة، كما ويطلب منع التهجير القسري والالتزام بالإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.
وذكر أنّه «بعد مضي شهر على أمر محكمة العدل الدولية، لا يوجد تغيير على الأرض»، مشدداً على أنّه «آن الأوان لأن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته».