اليمن بالحبر العبري -
في العام 2019، أسقطت بطارية صواريخ باتريوت أرض- جو سعودية ستة صواريخ بالستية أطلقها «الحوثيون» خلال 48 ثانية، مما يسلط الضوء على معضلة الدفاع الجوي الأمريكي في مواجهة صواريخ الجماعة اليمنية، بحسب جوزيف تريفيثيك في تقرير بمجلة «ذا وور زون» (The War Zone).
تريفيثيك أضاف أن الحوثيين أعلنوا آنذاك أنهم أطلقوا 10 صواريخ من طراز «بدر- 1» على مطار جيزان في 25 آب/ أغسطس 2019. وهذا الصاروخ يبلغ قطره 210 ملم ويوصف بأنه صاروخ مدفعي ثقيل.
وتابع: «رغم أن من غير الواضح مواصفات صواريخ «بدر- 1»، التي استخدمها الحوثيون، إلا أن التهديدات البالستية بشكل عام تشكل تحديات فريدة».
وأفاد بأنه يمكن أن تحتوي بطارية باتريوت النموذجية التابعة للجيش الأمريكي اليوم على ثمانية قاذفات مثبتة على مقطورة، بالإضافة إلى رادار (AN/MPQ-65) متعدد الوظائف ومعدات التحكم والاتصالات.
و«تُظهر التفاصيل الإضافية حول كيفية رد صواريخ باتريوت السعودية على هجوم عام 2019 مستوى الضغط الذي يمكن أن يفرضه عدد أكبر من الصواريخ البالستية ذات النهاية المنخفضة على الدفاعات الجوية والصاروخية»، بحسب تريفيثيك.
وأردف: «كما هو الحال في الجيش الأمريكي والعديد من الجيوش الأخرى، فإن إجراءات التشغيل القياسية لبطاريات باتريوت التابعة للجيش السعودي هي إطلاق صاروخين على الأقل على كل تهديد وارد، لذلك، إذا تم إسقاط ستة صواريخ للحوثيين في 2019، فمن المحتمل أن السعوديين أطلقوا ما لا يقل عن 12 صاروخ باتريوت».
وزاد أن «التكلفة الحالية لصاروخ واحد من طراز (PAC-3 MSE)، وهو أكثر الصواريخ الاعتراضية تقدما لنظام باتريوت حاليا، تبلغ حوالى 5.3 مليون دولار، وفقا لوثائق ميزانية الجيش الأمريكي».
تريفيثيك قال إنه بعد هجوم آب/ أغسطس 2019 على جيزان، قالت السلطات السعودية إن العشرات قُتلوا وجُرحوا نتيجة الهجوم، رغم اعتراض الصواريخ الستة.
وتابع: «هذا بدوره يوضح التكاليف المحتملة للأفراد والعتاد التي يمكن أن تكبدها نتيجة عدم إسقاط مثل هذه التهديدات، مهما كان فارق السعر بين الصواريخ الاعتراضية وما تصيبه».
وأضاف أنه «بين كانون الأول/ ديسمبر 2021 وكانون الثاني/ يناير 2022، حذرت تقارير من أن السعودية معرضة لخطر نفاد صواريخ باتريوت الاعتراضية خلال أشهر بسبب الحجم الهائل لهجمات الحوثيين التي تشمل الصواريخ البالستية وكذلك صواريخ كروز والطائرات بدون طيار».
وبالنسبة للولايات المتحدة، قال تريفيثيك إنها «نشرت في العام الماضي كتيبتي باتريوت كاملتين في الشرق الأوسط، ردا على الأزمة التي لا تزال تتوسع في جميع أنحاء المنطقة»، في إشارة إلى الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وأوضح أن «هذه الوحدات تمثل حوالى 13٪ من إجمالي كتائب باتريوت القابلة للانتشار وحوالى 20٪ من تلك التي لم يتم نشرها بالفعل في أي مكان آخر حول العالم».
وخلص إلى أن «حملة الحوثيين المضادة للسفن في البحر الأحمر وما حوله، سلطت الضوء على التهديد الحقيقي الذي تشكله الصواريخ البالستية المضادة للسفن. كما جمعت الجماعة في هجماتها بين هذه الصواريخ وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار؛ مما يسلط الضوء على التعقيدات التي سيواجهها المدافعون في البحر وكذلك على الأرض مع مرور الوقت»، كما ختم تريفيثيك.

جوزيف تريفيثيك - «ذا وور زون»