ضاعت فلوسك يا «كافر»
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي عن اليمن، قال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان: «الحوثيون على وجه الخصوص ليس لديهم الكثير الذي يمكن تعريضه للخطر. لقد عملوا من منشآت مؤقتة لعقود من الزمن، وقد تكيفوا مع الحياة بدون غذاء كافٍ وماء جارٍ وكهرباء. جعلتهم ما يقرب من عقد من الهجمات السعودية متمرسين في إخفاء أصولهم والتحرك بسرعة. يتقدمون مساحة هدف صغيرة جداً ومن الصعب إعاقة تقدمهم. هم خبراء في إجبار خصومهم على استخدام أسلحة باهظة الثمن لتعطيل أسلحتهم الرخيصة».في المقابل يكشف مقال نشرته مجلة «تايم»(Time) الأمريكية أنه رغم أن «لدى الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات للتعامل مع الحوثيين في اليمن، لكن أياً منها ليس جيداً».
وتضيف «تايم»: «أدت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر إلى استدعاء صواريخ كروز توماهوك وطيارين توب غان من على ظهر السفينة يو إس إس أيزنهاور. يبلغ عمر عملية بوسيدون آرتشر، التي أعيدت تسميتها حديثاً، أسبوعين فقط، وتضع إدارة بايدن بالفعل خططا لجهد أطول، رغم الاعتراف بأن هزيمة الحوثيين غير قابلة للتطبيق، والتأثيرات على البحرية الأمريكية ستكون متوقعة، لأنها حدثت جميعها من قبل سفن وبحارة مرهقين، وإنفاق ذخائر دقيقة ثمينة، ومقامرة مستمرة على محور المحيط الهادئ».
وتزيد أن «الصواريخ المضادة للسفن أصبحت أكثر دقة وبعيدة المدى، حيث تقلص المدى غير المزود بالوقود للجناح الجوي لحاملة الطائرات من أكثر من 1000 ميل بحري إلى 600 ميل بحري فقط الآن. وهذا يترك قادة حاملات الطائرات أمام خيارين غير مستساغين: البقاء بعيداً عن نطاق العدو ولكن يصبحون غير ذوي صلة من الناحية التشغيلية، أو الإبحار على مسافة قريبة بما فيه الكفاية ولكن يعرضون سفينة تبلغ قيمتها 13 مليار دولار وبحارتها البالغ عددهم 5000 للخطر».
«ومع ذلك»، تقول الصحيفة «فإن الخطر المباشر المتمثل في التمدد الزائد هو الذخائر وليس القوة البشرية. استنفدت الضربة الافتتاحية في 12 كانون الثاني/ يناير على الحوثيين 80 صاروخاً من طراز توماهوك للهجوم الأرضي، أي أكثر من نصف الإنتاج السنوي للصاروخ».
لتستدرك: «لكن يمكن للولايات المتحدة أن تتوقف عن وضع قواتها البحرية في حفرة أعمق من خلال إرهاق السفن والبحارة في الشرق الأوسط. يتطلب إصلاح الأسطول قطع حبل المشنقة الخاص بالقيادة المركزية الأمريكية في أسرع وقت ممكن».
لكن ماذا عن السبب الحقيقي وراء هكذا تكتيك أمريكي أحمق مكرر ومكرور وفاشل، كما تساءلت «نيوزويك» من قبل؟
إنه «الخوف» الذي «يجعل البحرية الأمريكية تهدر صواريخ باهظة الثمن لاعتراض مسيّرات الحوثيين الرخيصة»، حيث «بدأت الولايات المتحدة التي أنشأت أقوى مجموعة بحرية في البحر الأحمر على مدى العقود القليلة الماضية تشعر بمجاعة ذخيرة. فقد تبين أن استهلاك الذخيرة أعلى من المخطط له، بل كان على المدمرات الأمريكية استخدام صواريخ باهظة الثمن لصد المسيّرات والصواريخ الحوثية الرخيصة نسبياً». هكذا يخلص فيكتور سوكيركو وألكسندر زيموفسكي في مقال لهما في «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية.
ويفصل الخبير العسكري ألكسندر زيموفسكي: «لقد أطلق سرب السفن الأمريكية معظم ذخائره أثناء صد الهجمات من اليمن. ولصد الهجمات الجوية الحوثية، تستخدم مجموعة حاملات الطائرات صواريخ (SM-6) متعددة الأغراض، المعبأة في حاويات لإطلاق النار من قاذفة (Mark 41)؛ وتحمل المدمرة من طراز (Airlie Burke) ما يصل إلى 90 صاروخاً من هذا النوع. والتزاماً بمبدأ «كيلا يحدث»، يطلق الأمريكيون صواريخ (SM-6) على أي هدف يكتشفه نظام «إيجيس» القتالي. هذا يشبه إطلاق قذيفة مدفع على عصفور. هذا إفراط مباشر في استخدام الصواريخ ضد أهداف غير مهمة أو كاذبة».
وبحسب جوزيف تريفيثيك في تقرير بمجلة «ذا وور زون» (The War Zone) فإن الولايات المتحدة «نشرت في العام الماضي كتيبتي باتريوت كاملتين في الشرق الأوسط، ردا على الأزمة التي لا تزال تتوسع في جميع أنحاء المنطقة»، في إشارة إلى الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وأوضح أن «هذه الوحدات تمثل حوالى 13% من إجمالي كتائب باتريوت القابلة للانتشار وحوالى 20% من تلك التي لم يتم نشرها بالفعل في أي مكان آخر حول العالم».
وأفاد بأنه يمكن أن تحتوي بطارية باتريوت النموذجية التابعة للجيش الأمريكي اليوم على ثمانية قاذفات مثبتة على مقطورة، بالإضافة إلى رادار (AN/MPQ-65) متعدد الوظائف ومعدات التحكم والاتصالات.
وزاد أن «التكلفة الحالية لصاروخ واحد من طراز (PAC-3 MSE)، وهو أكثر الصواريخ الاعتراضية تقدما لنظام باتريوت حاليا، تبلغ حوالى 5.3 مليون دولار، وفقا لوثائق ميزانية الجيش الأمريكي».
إلا أن «جمع جماعة الحوثيين في هجماتها بين الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار، يسلط الضوء على التعقيدات التي سيواجهها المدافعون في البحر وكذلك على الأرض مع مرور الوقت»، كما ختم تريفيثيك.
ومع الخوف يريد الأمريكيون أن يظهروا -على الأقل لمحمياتهم- كرعاة بقرٍ ما يزالون يملكونها ويمتلكون السردية والسردين والبحر، وأنهم مخالب إمبراطورية الصهيونية التي تحتكم القهر وتحكم الدهر، ولمّا يدركون بعد أنهم يعيشون ساعات الغروب الأخيرة وأن تكساس أبعد والإفلاس أقرب وأن الهزيمة مسافة شهر.
المصدر «لا» 21 السياسي