
اليمن بالحبر العبري -
أشارت مجلة «نيوزويك» الأميركية إلى أنه في اليمن كانت الأدلة على مدى الأشهر العديدة واضحة المعالم: الضربات الأمريكية فشلت في تحقيق أي شيء يتجاوز التكتيك، ولم تجعل «الحوثيين» يبدون أي استعداد على الإطلاق لتغيير سياستهم، مؤكدة أن الضربات الأمريكية كاستراتيجية للردع لم تفشل فحسب بل وفشلت كاستراتيجية للإجبار أيضاً على إرغام طرف آخر على التأثير على عملية صنع القرار لصالح التسوية.
وتساءلت: «لماذا إذن تصر إدارة بايدن على الاستمرار في هذه السياسة القاصرة؟!».
وتجيب: «هناك تفسيرات متعددة لاستمرارها في ذلك. قد تعتقد الإدارة الأمريكية أن الرد على هجمات الحوثيين بالطائرات بدون طيار والصواريخ بضربات جوية سيدفع الحركة، بمرور الوقت، نحو الاستنتاج المتأخر أن الرد بالعين مع القوة العسكرية العظمى في العالم ليس في مصلحتها. وربما يهدف البيت الأبيض أيضاً إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين إلى درجة لم يعد من الممكن فيها شن المزيد من الهجمات ضد السفن».
لكن، وفق المجلة، فإن كلا الافتراضين ينطوي على إشكالية، في حين أن الرد على كل هجوم صاروخي لـ«الحوثيين» قد يتبع منطقاً معيناً من حيث التناسب، فإنه يوفر أيضاً لـ«الحوثيين»، ما يبدو أنهم يطمحون إليه على وجه التحديد: حرباً كاملة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز حسن نواياهم كقوة واحدة متمثلة في حركات المقاومة السائدة في المنطقة والسماح لها برسم تناقض صارخ مع الحكومات ذات الأغلبية العربية التي ما زالت تتمسك بالإدانات الخطابية ضد «إسرائيل». إن الصراع مع واشنطن من شأنه أن يمنح «الحوثيين» فرصة للقيام بما يجيدون القيام به وهو القتال.
إن التفكير في أن الضربات الأمريكية يمكن أن تقضي على قدرة «الحوثيين» على ممارسة العنف أو تقلل منها بشكل خطير هي أيضاً مشكلة. ورغم تفوق قطاع الاستخبارات الأمريكي، إلا أنه ليس لديه صورة كاملة عن المكان الذي يقوم «الحوثيون» بتخزين وإنتاج معداتهم العسكرية فيه. وإن إعادة ترتيب تلك الأولويات الاستخباراتية والموارد المصاحبة لها ليست من السهولة بحيث تتم بضغطة زر. وبالنظر إلى نية «الحوثيين» المحدودة وقدرتهم على مهاجمة الأمريكيين، فإن إعادة الترتيب هذه قد لا تكون حكيمة على أي حال، كما تقول «نيوزويك».
وأضافت: «كما أن الحوثيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي. سيحاولون استبدال أكبر قدر ممكن من ترسانتهم، إما عن طريق استخدام خطوط الإمداد غير المشروعة مع إيران، وإما عن طريق إنشاء خطوط جديدة تماماً. لذلك، وفي حين أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين واثقون من أن الضربات السابقة نجحت في تدمير أهدافهم، فإن الحوثيين سوف يتكيفون ويحاولون إعادة بناء ما فقدوه».
إن سياسية الولايات المتحدة ضد «الحوثيين» هي الجنون: القيام بالشيء نفسه مراراً وتكراراً، وتوقع نتيجة مختلفة! بدلًا من ذلك، يجب على إدارة بايدن الاستماع إلى ما يطالب به «الحوثيون» فعلاً: زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهذا الطلب منطقي وفقاً للسياسة العامة، وهو أيضاً من الناحية الفنية سياسة أميركية بالفعل، تؤكد المجلة.
وختمت: «إن العمل العسكري الأمريكي كل بضعة أيام لن يقنع الحوثيين. والطريقة الأكثر فاعلية لواشنطن لإنهاء هجمات الحوثيين على الممرات المائية الدولية لا تتمثل في الضربات العسكرية، بل من خلال تكثيف التحركات الدبلوماسية المطلوبة لإنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن».
مجلة «نيوزويك» الأميركية
المصدر اليمن بالحبر العبري/ لا ميديا