«لا» 21 السياسي -
بمجرد إعلان القوات المسلحة اليمنية ضرب سفينة شحن وقود الطائرات البريطانية المتجهة لدعم كيان الاحتلال، كان فايز الدويري، المحلل الأردني في قناة «الجزيرة» القطرية، أول من تباكى على أسماك الزينة التي تملأ أحواض القرش والدينار في صالون فِلّته على ساحل الخور. والدويري لمن لا يعرفه كان أحد ضباط جيش النشامى (البندورة) المكلفين بإعادة هيكلة الجيش اليمني العفاشي السابق.
قال الدويري -الذي قضى عشرات الساعات التحليلية في قنوات البترودولار محيياً جرائم العدوان على اليمن- بأن قرار استهداف البارجة الإنجليزية هو قرار غير حكيم، وكرّرت من بعده سبحة التحليلات البولية شرحاً لخطورة العمليات البطولة اليمنية تجاه صهاينة الغرب والعرب، وهي التحليلات التي تذكرك بالنكتة المصرية: «صعيدي نزل الترعة، طلعت البكتيريا تحلل»!
هؤلاء -دعكم عن مرتزقة الربع والثمن- الذين لم ينفكوا يحاولون إيجاد أي مبرر للتشكيك في العمليات البحرية اليمنية ظنوا أنهم بتباكيهم على تلوث شقائق النعمان البحرية قد فكوا الحصار عن أنفسهم قبل أسيادهم الصهاينة؛ إلا أنهم وقعوا في مصيدة الحق: مَن لم توقظه صيحات أطفال ونساء غزة مِن غفلته فلن يجديه التباكي على أسماك القرش والدينار والدرهم!
وتذرف قنوات الحدثين (الأكبر والأصغر) دموع تماسيح التصهين تباكياً على وضع الصيادين اليمنيين السيئ -كما تدعي- مع الأحداث التي يشهدها البحر الأحمر، وهي القنوات التي تجري في «مواسيرها» كل قاذورات السفه وأوساخ السخف.
وتتقطع صفحات صحيفة (The Independent) البريطانية على أغنام وماشية أسترالية «تقطعت السبل بسفينة (MV Bahijah) تحمل الآلاف منها قبالة سواحل أستراليا وسط حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، «على متن سفينة معدنية ساخنة ونتنة وكريهة الرائحة!»، بعدما اضطرت إلى إلغاء رحلتها عبر البحر الأحمر.
الصحيفة أشارت إلى أن السفينة غادرت أستراليا في 5 كانون الثاني/ يناير متوجهة إلى كيان الاحتلال؛ لكن حوّلت مسارها في منتصف الشهر بسبب تهديدات القوات المسلحة اليمنية هجوماً وأُجبرت على العودة.
وبذلك -تواصل «الإندبندنت» ثغاءها- «عَلِقَ 16 ألف رأس من الأغنام و2000 رأس من الماشية لحين اتخاذ القرار إما بتفريغها في أستراليا وإما تصديرها عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا إلى الكيان». ألا تباً لكم ولخرافكم!