أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، أن انعدام الأمن في المنطقة هو نتيجة لما شهدناه في غزة خلال الـ 108 أيام الماضية.. مشدداً على أنه حان الوقت لهذه الدول للضغط على الكيان الصهيوني مرة أخرى ومنعه من مواصلة الحرب.

ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن كنعاني في مؤتمره الصحفي، اليوم الإثنين، قوله: إذا كانت السلطات الأمريكية قد توصلت للتو إلى نتيجة مفادها أن هناك توتراً في المنطقة، فيجب الاشادة بذكائها.. لافناً إلى أن هذا هو التحذير الذي أعلنته إيران مراراً منذ بداية العدوان على الشعب الفلسطيني، سواء رسمياً أو في الاجتماعات أو رداً على رسائلها.

وأضاف: الحقيقة إننا للأسف نشهد انتشار التوتر في المنطقة نتيجة الحرب والعدوان على فلسطين ونتيجة الدعم الأمريكي وتقاعس مجلس الأمن.. ولن تنخفض هذه الاشتباكات ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف الحرب.

وتابع قائلاً: إن 42 قنبلة تسقط على غزة كل ساعة، وإن تحركنا في أربيل لا يتعارض مع سيادة العراق ووحدة أراضيه.

وأوضح أن عدداً كبيراً من الشهداء في غزة هم من الأطفال والنساء، وأن عدداً كبيراً من المنازل السكنية والمساجد والبنية التحتية في غزة دمرت خلال هذه الفترة.

وعبر المتحدث الإيراني عن أمله أن تقوم المحافل الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، بمعاقبة المجرمين الصهاينة على أفعالهم.

وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الإيرانية الأخيرة في منطقة شمال العراق.. قال كنعاني: على الرغم من العلاقات الجيدة التي نتمتع بها مع منطقة شمال العراق، إلا أنه لسوء الحظ، في السنوات الأخيرة، تم توجيه التهديدات ضد مواطني إيران من هذه المنطقة.. ومن الطبيعي ألا تظل إيران غير مبالية بضمان أمنها القومي، وهذا الموضوع خط أحمر لحكومتنا وقواتنا المسلحة.

وأضاف: إيران أكبر مدافع عن سيادة العراق الوطنية واستقراره وأمنه وداعم لوحدة أراضي هذه البلاد.. ولقد أثبتنا التزامنا بالسيادة الوطنية والإقليمية للعراق خلال سنوات عديدة.

وأشار إلى أن الإجراء الذي قامت به إيران ضد المقر الأمني للكيان الصهيوني في أربيل يأتي في إطار التعامل مع منتهكي الأمن القومي الإيراني ولم يكن إجراءً ضد العراق وأمنه وسيادته.

وتابع: لقد وجهت إيران مرارا التحذيرات اللازمة للسلطات العراقية واعلنت أن ضمان الأمن القومي الإيراني هو خطنا الأحمر.

وصرح كنعاني بأن تجمع بعض الجماعات الإرهابية للعمل ضد الأمن القومي الإيراني في منطقة شمال العراق أمر غير مقبول وبلاده تصر دائما على توفير أمن العراق حكومة وشعبا والتنسيق والتعاون مع جيش هذا البلد لضمان أمن هذا البلد.

وحول العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد كنعاني، أن التعاون بين الجانبين مستمر وهذا التعاون سيستمر في إطار العلاقات بين إيران والوكالة.

وبشأن التهديدات الأخيرة لبعض مسؤولي الكيان الصهيوني ضد إيران.. قال كنعاني: إن هذه التهديدات والتصريحات التي لا أساس لها من الصحة، تؤشر على الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني وتدل على مستوى التهديد الذي يشكله هذا الكيان على الأمن الإقليمي والدولي.

وأضاف: إن الكيان الصهيوني يسعى دوما وراء خلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة والعالم ونعتقد أن هذه التصريحات سخيفة، وبالطبع لن نترك أي إجراء ضد إيران دون رد.

وشدد كنعاني على مجلس الأمن الدولي أن ينتبه لمثل هذه التصريحات الصادرة عن الكيان الصهيوني وأن يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مثل هذه التهديدات.

وبخصوص مناورات حلف شمال الأطلسي الأخيرة قال: نعتقد أن الإجراءات العسكرية والمناورات من هذا النوع والجهود الرامية إلى توسيع تواجد الناتو في المنطقة لن تساهم في إحلال السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ولم توفر أنشطة الناتو أي سلام واستقرار لشعوب المنطقة فحسب، بل تسببت أيضًا في انتشار انعدام الأمن والحرب والقتل وإن تحركات الناتو لا ترضي دول وحكومات المنطقة، والتعاون مع هذه الآلية العسكرية لا يساهم في أمن المنطقة.

وحول ادعاء بعض وسائل الإعلام بأن السعودية تقوم بدور الوسيط في نقل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة.. قال كنعاني: لا أؤكد أن السعودية تلعب دورا، لكن الأمريكيين يستخدمون طرقا لإرسال الرسائل.. والعلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية جيدة ومتقدمة.. وهناك جهود جادة لتطوير التعاون.

وبشأن الدعم القانوني والدبلوماسي الذي تقدمه إيران لدعوى قضائيّة قدمتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي.. قال كنعاني: لقد دعمنا الإجراء الجيد والمسؤول والشجاع الذي قامت به حكومة جنوب أفريقيا في رفع الشكوى ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية وأعلنا مواقفنا السياسية الداعمة لجنوب أفريقيا.

وأضاف: من المؤسف أن الكيان الصهيوني ارتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني خلال الـ75 عاما الماضية كما ارتكب هذا الكيان جرائم ضد الإنسانية وأهل غزة خلال الـ108 أيام الماضية، وهو ما يثير القلق من حيث القوانين والأنظمة الدولية.

وقال كنعاني: لقد أكدنا منذ السابع من أكتوبر على ضرورة اللجوء إلى الاتفاقيات الدولية وطالبنا الدول المختلفة باستخدام هذه القدرة، كما أكدنا للدول المختلفة على ضرورة استخدام قدرات المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف: بعث وزير الخارجية رسالة إلى رئيس المحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام لها وأعلنا دعمنا السياسي لجنوب أفريقيا.

وتابع: لن نعترف أبدًا بهذا الكيان، وسنواصل دعمنا السياسي والقانوني للشعب الفلسطيني في إطار التعاون الإقليمي وباستخدام القدرات الدولية.

وحول مواقف إيران بشأن مستقبل فلسطين، قال المتحدث الإيراني: لدينا موقف واضح بشأن الأزمة الفلسطينية وأعلنا مرات عديدة أن الأزمة الراهنة هي نتيجة احتلال أرض شعب ما من قبل كيان محتل ويجب أن نعطي حق تقرير المصير للشعب وأصحاب فلسطين الأصليين ويجب أن نرى النتيجة في حل ديمقراطي واستفتاء.

وأضاف: ليعلم من يؤيد حل الدولتين أن الكيان الصهيوني كأحد طرفي القضية، أعلن بوضوح أننا لن نسمح بتشكيل حكومة تحت عنوان فلسطين.. وليعلم الذين يقترحون ما يسمى بالحلول السلمية أن حق أحد الطرفين قد تم تجاهله لصالح الطرف الآخر ومن الواضح أن هذا الحل لن يتحقق، وقد طرحت إيران حلها المنطقي والديمقراطي في هذا الصدد.

وبشأن العملية الإرهابية الأخيرة الذي قام بها الكيان الصهيوني في سوريا ضد بعض المستشارين العسكريين الإيرانيين.. قال كنعاني: إن الشهداء الإيرانيين الأخيرين الذين استشهدوا في سوريا على يد الكيان الصهيوني كانوا متواجدين في ذلك البلد في إطار مهمة استشارية واستجابة لدعوة وطلب الحكومة السورية واتخذوا العديد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب خلال هذه السنوات.

وأضاف: إن الكيان الصهيوني يتخذ هذه الإجراءات للخروج من الأزمة التي خلقها والمستنقع الذي وقع فيه بغزة ويسعى باستمرار وراء خلق التوتر والصراع والحرب في المنطقة ولن تشارك إيران في الخطة الشريرة التي صممها الكيان الصهيوني.

وتابع: "إننا لن نقف مكتوفي الأيدي حيال الرد على الإجراءات التي يتخذها الكيان الصهيوني ضد إيران".