رفض سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الادعاءات الأمريكية والصهيونية في اجتماع مجلس الأمن حول البحر الأحمر.. قائلاً: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحذر من أي أعمال استفزازية أو غير مسؤولة للولايات المتحدة بما قد يعرض السلام والأمن في المنطقة للخطر.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، بأن إيرواني، ذكر الليلة الماضية في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والسفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أنه يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات حاسمة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف إراقة الدماء، ووقف أعماله العدوانية، والالتزام الصارم بالتزاماته الدولية بموجب القوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان.

وأعرب إيرواني في رسالته عن رفض بلاده رفضا قاطعا الادعاءات التي لا أساس لها والتي وردت في هذا الاجتماع.. قائلاً: هذه الاتهامات غير قابلة للإثبات ولا أساس لها.. مضيفاً: إن إيران أولت دائما أهمية كبيرة للأمن البحري وحرية الملاحة، وتؤكد التزامها الثابت بالتقيد بالتزاماتها الدولية والحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.

وأكد أن هدف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من إطلاق مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة واضح: تحويل الاهتمام الدولي عن الأسباب الجذرية للوضع الحالي في البحر الأحمر؛ الإبادة الجماعية والمذابح الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم كامل من الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني الأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية؛ وكذلك مشاركتهم في العدوان العسكري المنسق والأنشطة الخبيثة ضد دول أخرى في المنطقة.

ولفت إلى أن أمريكا لا تستطيع إنكار هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أو التستر عليها؛ وهو ما يدل على أن الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر ترتبط بشكل مباشر باستمرار الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وحمل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الجرائم المشينة التي ترتكب في فلسطين المحتلة.

وقال: إن خطورة جريمة الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني وجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، قد أكدتها ووثقتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان؛ ويتم تقديم هذه الجرائم باعتبارها أكثر جرائم الإبادة الجماعية انتشارًا في التاريخ الحديث.

وأكد أنه بدلاً من اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من هذه الانتهاكات الجسيمة، فإن الولايات المتحدة لا تقف إلى جانب الكيان الصهيوني فحسب، بل تساعد أيضًا كيان الاحتلال من خلال توفير الدعم العسكري والغطاء الدبلوماسي الكبير، ومن خلال عرقلة تفويض مجلس الأمن الدولي، والذي يتعارض مع النداءات الدولية لوضع حد لقتل العدو الصهيوني للفلسطينيين في غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى الآن إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يركز ظاهرياً على الحقوق وحرية الملاحة في البحر الأحمر.. لكن الهدف الرئيسي هو إضفاء الشرعية على ما يسمى بـ "التحالف البحري الدولي" الذي تقوده واشنطن لخدمة أهدافها السياسية الإقليمية ومنح "إسرائيل" الدرع اللازم لمواصلة جرائم الحرب والفظائع التي ترتكبها في غزة.

وبين أنه نتيجة لذلك، فإن التصريحات الأمريكية حول ما يسمى "حقوق الملاحة وحرية السفن لجميع الدول في البحر الأحمر" لا يُنظر إليها إلا على أنها محاولة لصرف الانتباه عن الواقع المرير للجرائم المستمرة والإبادة الجماعية في فلسطين.

وتابع قائلاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تحذر من أي أعمال استفزازية أو غير مسؤولة من جانب الولايات المتحدة من شأنها أن تعرض السلام والأمن في المنطقة للخطر، وتطلب من مجلس الأمن الالتزام بمسؤولياته لمعالجة أسباب الوضع الحالي في البحر الأحمر.

وقال في ختام رسالته: يجب على مجلس الأمن أن يتخذ تدابير حاسمة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف إراقة الدماء، ووقف أعماله العدوانية، والتقيد الصارم بالتزاماته الدولية بموجب القوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان.. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على مجلس الأمن أن يجبر كيان العدو على التنفيذ الكامل للقرارين 2712 و2720؛ القرارات التي تدعو إلى توفير الحد الأدنى من المتطلبات لتسهيل وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء قطاع غزة.