اليمن بالحبر العبري -
 «يخشى الرئيس الأمريكي جو بايدن من توسع الحرب في منطقة الشرق الأوسط في حال هاجم جماعة الحوثي في اليمن ردا على استهدافها سفن شحن في البحر الأحمر، لكن في الوقت نفسه ليس بإمكان قوة العمل البحري درء هجمات الحوثيين»، وفقا لستيفن كوك في تحليل بمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية (Foreign Policy).
وقال كوك، إن «إدارة بايدن تشعر بالقلق من أنها إذا تحركت ضد الحوثيين، فسيؤدي ذلك إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، وهو تطور عملت جاهدة لمنعه؛ ولهذا وضعت البحرية الأمريكية في المنطقة في وضع دفاعي».
وتابع: «ستقوم القوات الأمريكية بإسقاط الطائرات الحوثية بدون طيار والصواريخ التي تستهدف الشحن التجاري وبالتالي الاقتصاد العالمي، لكنها لن تدمر قدرة الجماعة على مضايقة الشحن».
واعتبر أن «الإعلان الأخير عن عملية «حارس الازدهار»، وهو جهد متعدد الأطراف لحماية الشحن التجاري، هو مظهر من مظاهر سياسة بايدن».
«وإذا كان بايدن وفريقه قلقين بشأن توسع الصراع إقليميا، فإن الحوثيين (مثل «حزب الله» في لبنان) قاموا بالفعل بتوسيع نطاق الصراع باستهداف الشحن في البحر الأحمر»، بحسب كوك.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70٪ من واردات إسرائيل، ويمر 98٪ من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6٪ في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.
وأردف كوك: «يبدو أن إدارة بايدن تسيء فهم سبب وقوع الأحداث في البحر الأحمر، ولو كان لديها فهم أفضل للموقف، لعرفت أن قوة المهام البحرية، مهما كانت هائلة، لن تتمكن بمفردها من درء الهجمات».
واعتبر كوك أنه «لم يكن من المستغرب أن يستهدف الحوثيون الشحن البحري قبل الصراع في غزة، لكن يبدو أن الإيرانيين شجعوهم على التصعيد التدريجي الآن لتعطيل الاقتصاد العالمي؛ بهدف الضغط على الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى لدفعها إلى التصعيد».
كوك قال إنه «إذا تمكنت إسرائيل من القضاء على حماس، فسيكون ذلك بمثابة ضربة استراتيجية كبيرة لطهران، ولهذا تقاوم إسرائيل الضغوط الدولية بأي ثمن لإنهاء هجومها العسكري، ولذلك لن يتوقف الحوثيون عن مهاجمة السفن».
و«إذا أرادت الولايات المتحدة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وضواحيه، فسيتعين عليها نقل المعركة مباشرة إلى الحوثيين»، كما زاد كوك.
وأردف أنه «في عام 1987، وفرت الولايات المتحدة مرافقة عسكرية للناقلات الكويتية بعد تعرضها لمضايقات من القوات الإيرانية، وأمر الرئيس (الأمريكي) رونالد ريجان بعمليات عسكرية لتدمير قدرة إيران على تعطيل حرية الملاحة في الخليج».

ستيفن كوك/ فورين بوليسي