اليمن بالحبر العبري -
في ظل هجمات الحوثيين على سفن شحن في البحر الأحمر، يغازل المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن الغرب بإمكانية تأمينه الملاحة البحرية، ضمن مساعي المجلس للانفصال عن الشمال وإقامة دولة جنوبية، بحسب نيل باتريك في تحليل بموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» الأمريكي (Responsible Statecraft).
وقال باتريك: «في جنوب اليمن، يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس في عام 2017 بدعم من الإمارات، لقيادة تشكيل دولة جديدة بالانفصال عما يعتبرها «جمهورية يمنية فاشلة يهيمن عليها الشمال»، ويأمل في استغلال زعزعة الحوثيين لاستقرار منطقة البحر الأحمر».
«ويستغل المجلس الانتقالي الجنوبي تهديد الحوثيين لأمن البحر الأحمر للتأكيد على الدور المحتمل لـ«دولة الظل» الخاصة به في تعزيز الاستقرار البحري الدولي»، كما أضاف باتريك.
وتابع أنهم «يؤكدون أن هذه الدولة الجنوبية المنتظرة مستعدة لدعم المصالح الأمنية الغربية.. وبالتالي تقدم نفسها كشريك استباقي في تأمين مضيق باب المندب (تمر عبره 40٪ من التجارة الدولية) على البحر الأحمر وخليج عدن ضد هجمات الحوثيين».
ودعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، خلال مؤتمر صحفي مؤخرا، أولئك الذين يسعون إلى تأمين المنطقة إلى تعزيز «القوات البحرية» التابعة للمجلس.
لكن باتريك شكك في وجود «أي وحدات مسلحة يمكن وصفها بشكل صحيح بأنها تحت قيادة الزبيدي»، مضيفا أن الأخير «لا يستطيع تقديم دعم مسلح لادعاءات المجلس بأنه حركة شاملة من أجل استقلال الجنوب».
وقال باتريك: «لكي يعيد المجلس الانتقالي الجنوبي التركيز على الموانئ الجنوبية والمنشآت النفطية كبديل للحديدة، فإنه يحتاج إلى تأمين الساحل الجنوبي اليمني بأكمله وتحفيز المزيد من الشحن الداخلي».
وزاد أن «المجلس يتمتع ببعض الدعم الشعبي في عدن وفي المحافظات الجنوبية الغربية الأخرى: أبين ولحج والضالع، وفي حضرموت الساحلية. بينما الدعم الشعبي في منطقة وادي حضرموت للسادة (أحفاد النبي محمد) وزعماء القبائل».
و«في عدن، (حيث المقر المؤقت للحكومة الشرعية)، ينشغل المجلس بإنشاء هيئات موازية للموجودة في المحافظة. وهو لا يرى في ذلك ازدواجية، بل محاولة لملء الفراغ في تقديم الخدمات.. ويعتزم إنشاء مشروع مماثل لـ«دولة الظل» في محافظة المهرة التي تحد السعودية من الشمال وسلطنة عمان من الشرق».
ومشيرا إلى تعدد ولاءات القوات في محافظات الجنوب، قال باتريك إنه «لكي يكون الجنوب دولة شريكة معقولة للولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي تتحرك الآن لحماية إسرائيل والشحن في البحر الأحمر من الحوثيين، فإنه يحتاج إلى شكل موحد من السيطرة على الأجهزة العسكرية والأمنية، ولو على مستوى المحافظة فقط».
واستدرك: «لكن مصادر الدعم الخارجية الرئيسية للجنوب، الإماراتيين والسعوديين (الأخيرون شكلوا قوات «الدرع الوطني» المنفصلة في عدن وحضرموت)، غير مهتمين بتعزيز هيئة أمنية جنوبية متكاملة».
وأوضح أن «أحد الأسباب هو أن الدولتين الخليجيتين لهما مصالح متنافسة في أجزاء مختلفة من جنوب اليمن، ولا يشتركان في الرغبة في الضغط لإنشاء دولة جنوبية ذات سيادة (تدعمها الإمارات)».
و»قد لا تتمتع الفصائل الجنوبية بالتماسك أو القوة العسكرية اللازمة لمواجهة التحدي المناسب.. ويظل جنوب اليمن دولة محتملة تتكون من دول مختلفة متحدة جزئيا فقط في معارضة الحكام الشماليين»، كما قال باتريك الذي ختم: «الأخطر من ذلك فإن إضعاف هذه الحكومة ومحاولة تشجيع انفصال جنوب اليمن، تحت القيادة المحتملة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحاول تقديم أوراق اعتماده الأمنية والسياسية كصديق للغرب، قد يؤدي لتفتيت جنوب اليمن نفسه، الذي هو فعلياً يتكون من دول مختلفة متحدة جزئياً فقط في معارضة الحكام الشماليين، حسب وصف الموقع الأمريكي الذي يقول في الوقت الحالي: «يبدو أن أي دور لدولة يمنية جنوبية مزعومة في أمن شبه الجزيرة العربية سيظل خطابياً، لكن يخشى أنه في ظل الهوس الأمريكي بدعم إسرائيل، ضد هجمات الحوثيين فإن واشنطن قد تندفع لدعم انفصال جنوب اليمن، وهو ما قد يؤدي إلى لمزيد من الفوضى في هذا البلد العربي المنكوب».

 نيل باتريك/ ريسبونسبل ستيتكرافت