الردع الأمريكي يتبخر والردع اليمني يُفعل.. شاهد من أهلها: واشنطن تفقد سيطرتها على البحر الأحمر
- تم النشر بواسطة مارش الحسام / لا ميديا
تقرير: مارش الحسام / لا ميديا -
تواصل وسائل الإعلام العدو الصهيوني، نعي اقتصاد كيانهم والاستنجاد مرارا وتكرارا بالإدارة الأمريكية لكسر الحصار اليمني المفروض على الموانئ الإسرائيلية. تحالف بحري شكلي يحسب للكيان أنه نجح في تشكيله لحماية سفنه، وليس ذلك فحسب، بل في إذلال أمريكا فعليا أمام مقاومة يمنية مسلحة ترفض التخلي عن غزة وواثقة في قدراتها على التعامل مع أي تطورات وحماقات قد تأتي من هنا وهناك.
صنعاء تردع واشنطن
لم تتراجع المقاومة اليمنية عن قرارها، وردت على تشكيل التحالف الأمريكي الجديد لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر، بالمزيد من الإصرار على استمرار حصارها لموانئ الكيان.
فبالرغم من التهديدات الأمريكية، استمرت الهجمات اليمنية لتطال السفن المتوجهة إلى الكيان وعلى مقربة من البوارج الأمريكية التي كان يعول عليها إعلاميا ردع المقاومة اليمنية، ولكن ما حدث في البحر هو العكس، لأن المقاومة اليمنية هي من ردعت التحالف الأمريكي الإسرائيلي وباعتراف إعلام الكيانين.
"إسرائيل" وحيدة
تزامناً مع إعلان كبريات سفن الشحن العالمية، توقيف رحلاتها البحرية من وإلى الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر خوفاً من الاستهداف اليمني، قالت وسائل إعلامية عبرية إن "إسرائيل" باتت وحيدة، بعد أن اختارت كبريات الشحن تجاوز "إسرائيل" وعدم التعامل معها.
وأكدت "القناة 12" العبرية، الخميس، أن اليمن "غير مردوع من القوة البحرية الدولية التي تشكّلت بقيادة الأمريكيين في البحر الأحمر"، مشيرةً إلى أنه من الآن فصاعداً سيُهاجم أيضاً السفن المرتبطة بالتحالف.
ولفت الإعلام الصهيوني إلى تهديد قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، باستهداف سفن أي دولة تعمل ضد اليمن في البحر الأحمر.
وقالت القناة العبرية إن "الحوثي مستعدّ للذهاب إلى حرب وغير متأثر بتهديد التحالف الدولي، وذلك واضحٌ من خلال تهديده الأمريكيين بضرب السفن الأميركية إذا ضربت اليمن".
وأكد محلل الشؤون العربيّة في القناة، إيهود يعاري، أن "اليمن يمتلك صواريخ لديها قدرة على أن تضرب السفن الأمريكية".
وكان قائد الثورة حذر، الأربعاء الماضي، أمريكا من التورط في أي حماقة ضد اليمن، مؤكداً أن اليمن لن يتوانى عن استهداف البوارج والملاحة الأمريكية.
اليمن يكسر هيبة أمريكا
وفي السياق، أكدت وسائل إعلام أمريكية أن اليمن يرفض التراجع عن دعم غزة، لافتةً إلى أنه أمام الفعل اليمني يظهر تراجع الردع الأمريكي في المنطقة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين عسكريين، أن البيت الأبيض "لم يظهر أي رغبة في الرد عسكرياً والمخاطرة بتصعيدٍ أوسع".
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما أعلنت الولايات المتحدة قيادتها للتحالف البحري الدولي "لمواجهة الهجمات على السفن في البحر الأحمر"، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى خرج اليمن ليصفه بالخاسر والفاشل.
وفي وقت تحشد أمريكا فيه تحالفا بحريا ضد اليمن وترفع وتيرة التهديدات، تتفاوض واشنطن مع القيادة في صنعاء عن طريق سلطنة عمان، بعد رفض صنعاء طلباً أمريكياً بفتح قناة تواصل مباشر معها، وفق عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، الذي أكد في منشور على منصة إكس، أنهم رفضوا هذا الطلب وأبلغوا الجانب الأمريكي أنهم لا يتفاوضون مع "قتلة الأطفال والنساء".
"أمريكا لم تعد مخيفة"
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تناولت التطورات في البحر الأحمر في مقالٍ أكّدت فيه أنّ الدرس الواضح من الهجمات اليمنية الأخيرة هو أنّ "أمريكا لم تعد مخيفة بعد الآن".
ونبّهت الصحيفة الأميركية إلى أنّ الهجمات اليمنية حدثت على الرغم من وجود مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "فورد" في شرقي البحر الأبيض المتوسط، إضافةً إلى مجموعة حاملة الطائرات "أيزنهاور" في خليج عدن، لافتةً إلى أنّ هذا المستوى التقليدي من الردع البحري كان ينبغي له "أن يقلل من أنشطة أعداء الولايات المتحدة"، لكن بدلاً من ذلك، هوجمت سفن أميركا وحلفائها.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإنّ هذه الأحداث تُظهر أنّ الردع البحري الأميركي يفشل، مُتطرقةً إلى تقريرٍ حديث صادر عن معهد "ساغامور" يخلص إلى أنّه "قد يتبخر هذا الردع قريباً".
سخرية من التحالف الأمريكي
من جانبه قلل السياسي الأمريكي سينك أويغور من أهمية تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية لتحالف في البحر الأحمر من أجل حماية السفن الصهيونية.
وسخر أويغور في مقابلة مع قناة TYT الأمريكية من التحالف الجديد بالقول: "ماذا سنفعل؟ سنذهب إلى اليمن؟ أعني، هذه كارثة. كنا بالفعل في اليمن، عبر السعوديين، ولم نتمكن من هزيمتهم على أي حال. لأجل ماذا سنذهب؟ هل الأطفال الأمريكيون يقتلون هناك؟! ولكن لأن الإسرائيليين لا يريدون زيادة 10٪ على المنتجات في حرب بدأوها".
وأضاف: "نحن نجمع تحالفًا من 40 دولة مختلفة لحماية مقدار السعر الذي تدفعه إسرائيل مقابل البضائع".
وتابع: "دعونا نكن دقيقين للغاية، الحوثيون يستهدفون فقط السفن التي تتجه إلى إسرائيل ولايزال بإمكان هذه السفن الوصول إلى هناك. عليهم فقط أن يذهبوا حول أفريقيا مما يجعل المنتجات أكثر تكلفة قليلاً. لذا قد نبدأ حربًا ضخمة في الشرق الأوسط للتأكد من أن المواطنين الإسرائيليين لا يدفعون الكثير مقابل بضائعهم بسبب ما يحدث في البحر الأحمر".
المصدر مارش الحسام / لا ميديا