اليمن بالحبر العبري -
تخشى الدوائر الأمنية والملاحية الصهيونية من أن يكون الهجوم «الحوثي» على السفينة «جالاكسي ليدر» بداية لسلسلة من هجمات «الحوثيين» البحرية في ممر باب المندب الملاحي الحيوي ومنطقة جنوب البحر الأحمر حسب تقرير لموقع «دويتش فيله» (DW) الألماني.
«نتوقع أن نرى هذا يحدث مرة أخرى. لقد أظهروا أنهم قادرون على القيام بذلك، ويسعون للحصول على اهتمام وسائل الإعلام. لديهم معلومات عن السفن الإسرائيلية. وهم يعرفون ما يفعلونه. السفن المرتبطة بإسرائيل ستكون أهدافاً. من السهل جداً تعقبها»، حسبما يقول ديميتريس مانياتيس، المدير التنفيذي للعمليات في شركة الأمن البحري الخاصة (Seagull Maritime).
من الأمور اللافتة امتناع الأمريكيين عن استهداف «الحوثيين» رداً على هذه الهجمات ويظهر ذلك حقيقة قلق الأمريكيين من «الحوثيين» وعلاقتهم الشائكة بهم، فرغم أن الولايات المتحدة زودت التحالف العربي بالذخائر والوقود طوال سنوات حرب اليمن، لكن الجيش الأمريكي لم يتورط إطلاقاً في الحرب ضد «الحوثيين».
ينبع ذلك من محاولة أمريكا النأي بنفسها عن التحالف العربي باليمن خاصة في ظل الانتقادات الموجهة للحرب هناك، ولكن أيضاً لأسباب أخرى.
إذ لا تريد واشنطن ضم «الحوثيين» لقائمة أعدائها، لأنها تعلم أهمية الموقع الجغرافي في اليمن، وفي الوقت ذاته صعوبة استهداف «الحوثيين» عسكرياً في معاقلهم الجبلية التي تقع في أكثر المناطق وعورة في واحدة من أكبر بلدان العالم جبلية، حيث نجا «الحوثيون» من حملة قصف إماراتية سعودية استمرت لسنوات بنفس أنواع الطائرات التي تمتلكها واشنطن، وبدعم وتوجيه منها.
الأثر الأكبر للهجمات الحوثية يقع على الاقتصاد الصهيوني وليس على تجارة الشحن البحرية الدولية.
فهناك خبراء صهاينة قلقون بشكل كبير من سيناريو تصاعد الهجمات على السفن المرتبطة بالدولة العبرية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن،
فلقد انتقل مركز الثقل الاقتصادي بشكل واضح للغاية إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا، وبالتالي فإن تجارة «إسرائيل» مع تلك الدول آخذة في الازدياد، حسبما ورد في تقرير لصحيفة (Haaretz) العبرية.
وبعد الاستيلاء على السفينة حاملة السيارات، قال البروفيسور شاؤول تشوريف، الأميرال المتقاعد وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة حيفا الصهيونية إن «الوضع أصبح أسوأ لأن الحوثيين حذروا صراحة هذه المرة من أن جميع السفن المملوكة لإسرائيليين والسفن التي لها صلة بإسرائيل هي أهداف مشروعة».
وقال: «اختلف مع المحللين الإسرائيليين الذين قللوا من أهمية الحادث. هناك من يدعي أن هذه مجرد قرصنة لا علاقة لها بإسرائيل. لكن هذه ليست قرصنة، بل هي جزء من الشبكة الإيرانية التي تعمل ضد إسرائيل».
وتوجد في المنطقة، القوة المعروفة باسم «القوات البحرية المشتركة»، وتضم 38 دولة تعمل بناء على طلب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع القرصنة وحراسة الممرات البحرية. لكن تشوريف ليس واثقاً من أن فرقة العمل البحرية هذه سوف تحل المشكلة.
وأضاف: «سوف يتعاملون مع أشياء مثل القرصنة، لكنهم سيخشون التدخل في حالات مثل هجوم الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل».
ويقول: «لهذا السبب تحتاج إسرائيل إلى التعاون بشكل مباشر وبشكل أوثق مع الأطراف المعنية، وخاصة الأسطول الأمريكي الخامس».
ولكن الأمريكيين رغم تصديهم لهجمات «الحوثيين» يبدو أنه ليس لديهم نية للدخول في حرب معهم، وهذا بدا واضحاً في أنهم لم يردوا على قيام «الحوثيين» بالاستيلاء على السفينة (Galaxy Leader) المملوكة لرجل الأعمال الصهيوني.
ولكن بالتأكيد فإن الخطر الذي يهدد الملاحة في البحر الأحمر واحتمالات تضرر الاقتصاد الصهيوني سوف تكون عاملاً ستضعه إدارة بايدن في الاعتبار وهي تقيم مدى استمرار أو عدم استمرار دعمها للعدوان الصهيوني على غزة.

موقع «دويتش فيله» (DW) الألماني - صحيفة (Haaretz) العبرية