أكبر من سفينة.. وأكثر من دَعْم
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
باحتجاز السفينة الصهيونية «جالاكسي ليدر»، يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، تكون القوات البحرية اليمنية قد نجحت في توجيه عدد من الرسائل، منها ما هو موجّه إلى «تل أبيب»، ومنها ما يتخطى ذلك ليصل إلى مسامع البيت الأبيض والعالم أجمع، ومنها ما يستهدف المواطنين العرب والمسلمين في كل مكان حول العالم، يمكن إجمالها في الآتي:
أولاً: التعاطف مع الفلسطينيين لا يعني مجرد التباكي على الشهداء أو التأوه عند مشاهدة الأطفال الجوعى النازحين برفقة أسرهم، بل يعني التضامن معهم في دربهم الطويل الذي ساروا فيه لتحرير أراضيهم من الاحتلال بكل سبل المقاومة المتاحة، وهذا يشمل فعل كل ما هو متاح لإيذاء وإضعاف وتشتيت تركيز العدو الصهيوني، وهذا ما يقوم به بالفعل محور المقاومة على مختلف الجبهات.
ثانياً: الكيان الصهيوني هشّ وضعيف رغم عدوانيته المفرطة والدعم الغربي الذي يتمتع به، ويمكن النيل منه وإرباكه، فقط، إذا توفرت الإرادة وتحلت المقاومة بالصبر والثبات.
ثالثاً: القوات المسلحة اليمنية نجحت في تطوير قدراتها على التتبع والرصد، وذلك بالتعاون مع كامل المحور المقاوم الذي تنتمي إليه، مما مكنها من تحديد هوية السفينة المحتجزة، رغم أن السفن «الإسرائيلية» دوماً ما تعتمد أسلوب التمويه في البحر الأحمر.
رابعاً: الكيان الصهيوني سينزف من دمه واقتصاده طالما استمر عدوانه، فعملية اليمن الأخيرة ستُلحق أضراراً بالغة بتجارته البحرية؛ إذ سيصبح البحر الأحمر عمّا قريب منطقة محرمة على السفن «الإسرائيلية»، هذا مع العلم بأن قوات الاحتلال بررت عدوانها على مصر في حزيران/ يونيو1967 بقرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الصهيونية.
خامساً: كل ما هو مرتبط بالغرب والكيان الصهيوني بات هدفاً، وهي رسالة شديدة الأهمية، فالعالم كله تابع التظاهرات العربية التي حاصرت سفارات الدول الغربية بسبب دعمها للاحتلال الصهيوني، إضافة إلى قصف القواعد العسكرية الأمريكية، وانتهى الأمر باحتجاز سفينة «إسرائيلية» بهذه الضخامة على شواطئ اليمن.
سادساً: الخناق يضيق يوماً بعد آخر على الوجود الأمريكي (بما يشمل الكيان الصهيوني) في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر لا يمثل مصلحة للعرب فقط، بل مصلحة لكل دول الجنوب التي تطمح لإضعاف الولايات المتحدة والتحرر من هيمنتها، كما هو مصلحة لبكين وموسكو، التواقتين لظهور عالم جديد بحسابات مختلفة. وبهذا تكون صنعاء قد وضعت نفسها في قلب العالم ومتغيراته، لا في قلب محيطها الإقليمي فقط.
السيد شبل - كاتب مصري
المصدر «لا» 21 السياسي