«لا» 21 السياسي -
استقبلت صنعاء قدوم البارجة البحرية الأمريكية «يو إس إس أيزنهاور» إلى البحر الأحمر، بدوريات مكثّفة نشرتها في المياه الإقليمية اليمنية وفي أعالي البحار، لأوّل مرّة، ووضع قواتها البحرية في حالة استنفار قصوى لمواجهة أيّ تحرّكات أمريكية أو «إسرائيلية» في البحر المذكور.
وفي تطوّر نوعي في مسار المواجهة المفتوحة مع كيان الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة، أعلنت القوات المسلّحة اليمنية إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة من طراز (MQ9)، أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسّس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الصهيوني.
وأكد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنه تمّ إسقاط الطائرة الأمريكية «بالسلاح المناسب»، مضيفاً أن القوات المسلحة اليمنية «تؤكد حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدّي لكل التهديدات المعادية»، وأن «التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني».
وفي آب/ أغسطس 2019 تم إسقاط طائرة من نوع (MQ-9) في محافظة ذمار، وأعلنت ذلك القوات المسلحة اليمنية حينها.
كانت هذه هي الطائرة الثالثة، إذ أسقطت قبلها طائرتان من النوع نفسه، إحداهما في حزيران/ يونيو 2019 أثناء قيامها بأعمال عدائية في سماء محافظة الحديدة، والأخرى في سماء محافظة صنعاء في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
وفي آذار/ مارس 2021 تم إسقاط طائرة رابعة من هذا النوع في سماء محافظة مأرب.
واستُخدمت طائرة (MQ9 Reaper) الأمريكية في تنفيذ عملية الاغتيال الغادرة لقائد فيلق القدس، الحاج قاسم سليماني، والشهيد القائد أبو مهدي المهندس، ومن كان معهما، في مطار بغداد.
ووصف الإعلام الأمريكي إسقاط هذا النوع من الطائرات من قبل القوات اليمنية بالانتكاسة. ونقلت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عن مصادر في البنتاجون أن «الحوثيين استخدموا صاروخ سام 6 في إسقاط المُسيّرة الأمريكية التي تبلغ قيمتها 32 مليون دولار»، مضيفة أن «هذا النوع من الطائرات المُسيّرة يُعدّ من أحدث الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية الأمريكية، لتميّزها بمواصفات تكنولوجية عالية وقدرتها على الرصد والمراقبة والتجسّس ومهاجمة أهداف على الأرض». ومن أبرز المواصفات التي تتمتع بها طائرة (MQ-9 Reaper)، واسمها يعني بالعربية «الحصّادة»، قدرتها على حمل أسلحة، منها صاروخ (AGM-114)، وذخائر من طراز (Paveway II)، وقنبلة موجّهة بالليزر من نوع (GBU-12). كما تُستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال، بالإضافة إلى أنها تستطيع التحليق في ظروف جوية قاسية لمدة تتجاوز 40 ساعة متواصلة. كما يمكنها الطيران لمسافة تتجاوز 2000 كيلومتر من دون الحاجة إلى وقود إضافي.
وتبلغ سرعة (MQ9 Reaper) حوالى 400 كم/ ساعة، وبإمكانها حمل 1740 كجم من الذخائر، ويصل مداها إلى 6 آلاف كم، ولديها 6 نقاط تعليق، اثنتان منها داخل جسم الطائرة، ويمكنها حمل قنابل أو صواريخ تزن 680 كجم.
يستغرق التدريب على تشغيل (MQ-9) في الجيش الأمريكي عاما كاملا. وتشير وسائل الإعلام إلى أنه منذ عام 2011 فقط، خسر البنتاجون 12 من هذه الطائرات التي تتميز بقدرتها على تدمير أهدافها باستخدام صواريخ (AGM-114 Hellfire)، أو عبر ذخائر أخرى، وتعد عملية إسقاطها من الأنظمة الدفاعية في اليمن عملية كبيرة ومهمة وحساسة وتاريخية أيضا.