تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
أمام استمرار ارتكاب الكيان المؤقت للمجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم أمريكي واضح، صعّدت القوات المسلحة اليمنية دورها المساند للمقاومة الفلسطينية في معركة «طوفان الأقصى»، عبر إطلاق رشقات كبيرة من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز، بلغت، حتى مساء أمس الأول الاثنين، خمس عمليات، تعي أمريكا ومن خلفها الكيان الصهيوني جيداً مدى خطورتها وخطورة تصاعدها.
كان خبر الاستهداف أشد وقعاً على القيادة العسكرية والأمنية الصهيونية الأمريكية المشتركة، وينسحب هذا الأمر على كيفية تعاطي الإعلام العبري والغربي مع إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، مساء أمس الأول، إطلاق دفعة جديدة من الطائرات المُسيّرة على أهداف متعددة وحساسة للكيان في الأراضي المحتلة.
وفي الضفة الأخرى قوبل إعلان العميد سريع تنفيذ خامس عملية استهداف للعدو الصهيوني، بتفاعل عربي كبير في منصة «إكس» على الشبكة العنكبوتية.
صحيفة «لا» تتناول في هذه المساحة بعضاً من ذلك الصدى.

«تــل أبيــب» تشكــو صنعــاء إلــى مجلــس الأمــن
وجّه الكيان الصهيوني، رسالة شكوى إلى مجلس الأمن حول الاستهداف المتصاعد من اليمن بالصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة لمواقع الاحتلال في أراضي فلسطين المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن سفير الكيان لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، تقدم بشكوى ضد حكومة صنعاء و«الحوثيين» (أنصار الله).
ونقلت عن السفير الصهيوني القول إن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، حيث يتحمل الحوثيون المسؤولية عن عدة هجمات استهدفت الجبهة الجنوبية».
 وأضاف جلعاد إردان: «لإسرائيل الحق في اتخاذ كل الوسائل اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها»، مُحذراً من أن «هذه الهجمات ستكون لها عواقب إقليمية واسعة النطاق وخطيرة» بحسب قناة «آي 24 نيوز» العبرية.
وفي السياق كشف مراسل القناة الصهيونية ذاتها عن خطورة الهجمات التي تنفذها صنعاء ضد الكيان في الأراضي المحتلة.
وبينما كان مراسل «آي 24 نيوز» يتحدث في اتصال مباشر مع القناة، حول الصواريخ التي أطلقتها المقاومة اللبنانية (حزب الله) على الاحتلال شمال الأراضي الفلسطينية، أمس الأول الاثنين، تطرق في الوقت ذاته إلى تطورات الجبهة الجنوبية مع تعرض منطقة «إيلات» لاستهداف بالصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية.
وقال: «الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله قبل قليل، لا يمكن فصل ما يحدث في الجبهة الجنوبية مع إعلان جماعة أنصار الله الحوثية وأيضاً المتحدث باسم الجيش اليمني يحيى سريع عن استهدافات الجماعة لأهداف إسرائيلية من خلال إطلاق صواريخ بالستية».
وأضاف: «واضح أن هذه الجبهة لا تقل أهمية عما يحصل في الشمال، حيث أشار لي مسؤول أمني إسرائيلي سابق بأن الجبهة الجنوبية ويقصد بذلك الحوثيين في اليمن لا تقل أهمية وخطورة عن الجبهة الشمالية»، لافتاً إلى أن «جماعة أنصار الله تمكنت في أوقات سابقة من استهداف شركة أرامكو السعودية بالصواريخ البالستية الدقيقة وتعطيل النفط هناك، واليوم هناك خشية إسرائيلية من تلك الاستهدافات التي قد تطال أهدافاً أمنية وعسكرية إسرائيلية، وكان ذلك في مناطق متعددة جنوبي إسرائيل».
 كما نقل مراسل القناة عن المسؤول الأمني الصهيوني القول: «إذا كانت حرب تموز 2006 هي حرب المفاجأة كما أطلق عليها أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، فإن هذه الحرب لا يوجد مفاجآت، وكل ما هو غير متوقع بات متوقعاً، مع دخول الحوثيين الحرب».

مجلة أمريكية: تم تطوير نظام دفاع جوي لإيقاف الهجمات البالستية اليمنية
ذكرت مجلة «ذا نشنال إنترست» الأمريكية أن صاروخ كروز الذي أعلن الكيان الصهيوني اعتراضه، تم إطلاقه من الجنوب الشرقي باتجاه المجال الجوي للأراضي المحتلة.
وأوضحت المجلة: «حتى الآن، لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول عملية الاعتراض، بخلاف ما يمكن رؤيته في اللقطات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، ويُظهر هذا الفيديو، الذي يبدو أنه تم التقاطه إما عبر شاشة العرض المثبتة على خوذة الطيار وإما عبر نظام الاستهداف الكهروضوئي للطائرة (F-35)، صاروخ كروز باللون الأسود مع أجنحة مرئية على كلا الجانبين، بالإضافة إلى الحرارة المنبعثة من نظام الدفع الخاص به. من المحتمل أن يكون ذلك محركاً نفاثاً».
وأضافت: «من المحتمل أن يكون صاروخ كروز نفسه قد أطلق من اليمن من قبل الحوثيين، الذين أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار على أهداف إسرائيلية»، مشيرة إلى أن «هذا الشكل يتماشى وطريقة الدفع مع صاروخ كروز للهجوم الأرضي الذي تدعي قوات الحوثي أنها طورته والمعروف باسم القدس 3».
وأكدت المجلة الأمريكية أن القوات المسلحة اليمنية كثفت هجماتها على الكيان الصهيوني، ونفذت عدة هجمات بالصواريخ البالستية وصواريخ كروز، الأمر الذي أجبر الاحتلال على إطلاق نظامه الصاروخي «آرو» للتصدي لتلك الصواريخ، موضحة أن هذه «أول مرة يتم فيها استخدام هذا النظام الذي تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة، لوقف صاروخ بالستي حوثي، ونجحت مقاتلاتها الشبح من طراز (إف 35) في إسقاط صاروخ كروز حوثي»، بحسب تعبير المجلة.

إعلام روسي: أول معركة فضائية في التاريخ بين صنعاء و«تل أبيب»
علقت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية، على مزاعم الكيان الصهيوني بإسقاط صاروخ بالستي خارج مجال الأرض الجوي.
وجاء في مقال الكاتب الروسي ديميتري سوكولوف: «قد يعد اعتراض إسرائيل الصاروخ البالستي الحوثي أول معركة في الفضاء في التاريخ».
وأضاف: «فقد أفيد بإسقاط صاروخ «قادر» البالستي، وهو نسخة محسنة من الصاروخ الإيراني «شهاب 3». وتصل سرعة الصاروخ «شهاب 3» إلى 2.4 كيلومتر/ ثانية، أي حوالى 7 ماخ. الصواريخ التي تطير بسرعة 5 ماخ أو أعلى تطوّر سرعة تفوق سرعة الصوت».
وجاء في المنشور: «استخدمت إسرائيل نظام الدفاع الصاروخي آرو لإسقاط صاروخ بالستي خارج الغلاف الجوي للأرض، ما يعد أول قتال في الفضاء في التاريخ».
ولكن، وفقاً لمدير مركز الدراسات العسكرية والسياسية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أليكسي بودبيريوزكين، من السابق لأوانه وصف هذه الحلقة بأنها بداية حقبة عسكرية فضائية جديدة.
وقال لـ»أرغومينتي إي فاكتي»: «في الوقت الحالي، أشك حقاً في أن هذا حقيقي. يطير الصاروخ البالستي بسرعة تفوق سرعة الصوت ولا يمكن لآرو بلوغها»، موضحاً أنه «يكاد يكون من المستحيل إصابة مثل هذا الصاروخ بصاروخ أبطأ، إلا إذا قمت بحساب مسار المقذوف بدقة تامة، رغم أنني أشك بصراحة في إمكانية مثل هذه الحسابات».
واختتم مقاله بالقول: «لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات، يتم تصنيع صواريخ خاصة. على سبيل المثال: نظام S-500 الروسي، وفي بعض الحالات، نظامS-400، هذه مجمعات خاصة ذات سرعات فائقة».
من جهتها قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «أصبح الفضاء مسرحاً جديداً للحرب، حيث ورد أن إسرائيل اعترضت صاروخاً بالستياً كان يتحرك على ارتفاع 62 ميلاً فوق الأرض».