«لا» 21 السياسي -
عملت صنعاء، التي تبعد عن فلسطين المحتلة نحو 1600 كيلومتر جنوباً، على تطوير قدراتها العسكرية الجوية في السنوات الماضية، وتمكنت من تعديل عدد من منظومات الصواريخ الروسية لديها، وزيادة مدياتها. وكانت أولى العمليات التي استخدمت فيها صواريخ بعيدة المدى هي استهداف مواقع حساسة في مدينة الطائف السعودية، التي تبعد عن آخر نقطة إطلاق في اليمن نحو 900 كيلومتر، مطلع أيلول/ سبتمبر 2016، بصاروخ بالستيي من طراز «بركان - 1»، المطور من «سكود سي» الروسي. وأعقبت تلك الضربة النوعية، أخرى مماثلة استُخدم فيها الصاروخ نفسه، واستهدفت مطار الملك عبد العزيز في جدة غرب المملكة في أواخر العام نفسه. إلا أن منظومة صواريخ «بركان» عادت وخضعت للتطوير، ليُكشف عن جيل جديد منها عام 2019، أُطلق عليه اسم «بركان - 2» الذي يحمل رأساً متفجراً أكبر، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب. وفي موازاة ذلك، عمدت صنعاء إلى تطوير عدد من منظومات الطيران المُسيّر، بمديات بعيدة وصلت إلى نحو 1500 كيلومتر عام 2019، لتقترب بهذا التطور من بلوغ ميناء «إيلات».
وفي مدة الهدنة الإنسانية، عملت صنعاء على تحسين تلك الاستعدادات وتعزيزها، لتعلن، لأول مرة، في أيلول/ سبتمبر الفائت، امتلاكها ترسانة صاروخية حديثة قادرة على الوصول إلى أهداف في وسط كيان الاحتلال. وفي 21 أيلول/ سبتمبر، كشفت، في عرض عسكري كان الأكبر منذ ثماني سنوات، عن عدد من المنظومات الصاروخية بعيدة المدى، القادرة على ضرب أهداف صهيونية في البحر الأحمر وفي الأراضي المحتلة، إلى جانب طائرات مُسيّرة بعيدة المدى سبق أن وصلت إلى أبوظبي ودبي وطاولت أهدافاً عسكرية في قاعدة الجفرة في الإمارات. وعلى مدى العامَين الماضيَين، اهتمت صنعاء بتطوير مديات الصواريخ المجنحة، وكشفت عن صواريخ تتباين مدياتها بين 1500 و2000 كيلومتر، وعن تمكنها من تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى لأول مرة. ومن بين تلك الصواريخ «بدر Z-0»، وهو صاروخ أرض - أرض بعيد المدى، قادر على إصابة الأهداف البرية والبحرية، الثابتة والمتحركة، ويتميز بقدرة تدميرية عالية، وكذا «قدس 4» (أرض - أرض) بعيد المدى، ويتسم بالقدرة على التخفي عن الردار، و«عقيل» (أرض - جو) الذي يعمل بالوقود الصلب ويتميز بالمناورة الجوية، و«طوفان»، و«تنكيل»، و«مطيع»، و«قدس Z-0»، فضلاً عن «حاطم» البالستي بعيد المدى ويعمل بالوقود الصلب، و«قدس 3» المطور ويعمل بالوقود السائل ويتميز بقدرته على التخفي عن الرادار، و«فلق» البالستي بعيد المدى ويعمل بالوقود السائل ويحمل رؤوساً حربية عدة. ويُضاف إلى ذلك صاروخ «المحيط» المجنح، وهو صاروخ أرض - بحر بعيد المدى مطور من صاروخ «قاهر»، بالإضافة إلى أسلحة بحرية، وأنواع متعددة من الطائرات المُسيّرة.
* عن الأخبار اللبنانية بتصرف.