لا ميديا -
أكثر طلاب جامعة بيرزيت تفوقاً في الدراسة. امتاز بعمق انتمائه الوطني وبأخلاقه العالية وبرجولته الواضحة وبحضوره المؤثر داخل الجامعة وخارجها، تراه في طليعة كل مواجهة مع قوات الاحتلال، وفي المهرجانات الوطنية والطلابية. ترك خلفه إرثاً تنظيمياً شبابياً ملهماً.
ينحدر شرف خليل الطيبي من قرية الطيبة، التي هُجّرت أسرته منها عام 1948، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، حيث وُلد عام 1960. اعتقلته سلطة الاحتلال لعدة أشهر عام 1978 بتهمة الانتماء لحركة فتح وتشكيل إطار طلابي للحركة.
سافر إلى بلغاريا عام 1979 ليدرس الهندسة الكهربائية. بعد عودته الأولى إلى خان يونس منعه الاحتلال من السفر ثانية لإتمام دراسته، فانتسب إلى جامعة بيرزيت في التخصص نفسه. تعرف عام 1981 على القائد «أبو علي شاهين»، الذي خرج من السجن. وبالتعاون معه بدأ مع مجموعة من القيادات الشابة، ومنهم مروان البرغوثي، بوضع اللبنات الأولى لمنظمة الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيرزيت، ونظموا برامج لإحياء المناسبات والفعاليات الوطنية.
في 21/ 11/ 1984 نظمت حركة الشبيبة الطلابية ومجلس الطلبة في جامعة بيرزيت مهرجاناً دعماً للقرار الفلسطيني المستقل، في جلسة المجلس الوطني في عَمّان (دورة القرار الوطني الفلسطيني). قاد مسيرة طلابية انطلقت من الجامعة، فاستهدفته رصاصات قناص صهيوني أثناء تصديهم بالحجارة لدوريات الاحتلال التي تدخلت لتفريق المتظاهرين. وقد أطلق عليه القائد أبو عمار لقب «شهيد القرار الوطني الفلسطيني المستقل»، خلال انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في عَمّان.
عقب انتشار خبر استشهاده اشتعلت مدينة خان يونس ومعها كل مدن فلسطين المحتلة بمظاهرات جماهيرية حاشدة تخللها اشتباك مع قوات الاحتلال الصهيوني. استشهد ثلاثة من إخوته: مجدي عام 1967، عصام عام 1978 في جنوب لبنان، ورسمي عام 1987 في خان يونس.
عند نقل جثمانه إلى قطاع غزة اشترط الاحتلال الصهيوني على أهله عدم العودة به إلى البيت، وأن يدفن جثمانه بعد منتصف الليل بحضور ثمانية أشخاص من أقربائه فقط.