لا ميديا -
مثّلت عمليته، ومن بعدها عملية رفيق دربه الشهيد مهند الحلبي، شرارة الغضب المكبوت لدى الفلسطينيين، لتندلع الانتفاضة التي بدأت كموجة من عمليات فردية سرعان ما اكتسبت طابعاً ثوريّاً انتقل إلى الجماهير الفلسطينية وأبطالها، لتعلن «انتفاضة القدس».
وُلد ضياء عبد الحليم التلاحمة عام 1994، في بلدة دورا جنوب غرب محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. درس في مدارس البلدة، ثم التحق بجامعة القدس لدراسة هندسة الحاسوب.
عايش غطرسة الاحتلال وقهره لأبناء الشعب الفلسطيني، حينما كان يقتحم منزل عائلته ويعتقل والده أمام ناظريه، فهو نجل الشيخ عبد الحليم التلاحمة، أحد القادة المؤسسين لحركة الجهاد الإسلامي منذ ثمانينيات القرن الماضي، فتبلور لديه فكر الجهاد منذ الصغر، وحسم انتماءه للحركة المجاهدة.
عُرف بفاعليته الجماهيرية؛ يظهر دائما في المناسبات الوطنية والإسلامية، وينظم الوقفات التي تدين جرائم الاحتلال. كما مارس رياضة الكاراتيه وأتقنها، ورياضة حمل الأثقال والجمباز، في نادي بلدته.
أعاد، برفقة عدد من زملائه، هيكلة الرابطة الإسلامية - الإطار الطلابي لحركة الجهاد، في جامعة القدس، بعد انقطاع طويل، بسبب ملاحقة الاحتلال لنشطائها، فطور نشاطها لتصبح فيما بعد قاعدة انطلاق نحو العمل العسكري.
في 22 أيلول/ سبتمبر 2015 قام بإغلاق مفرق طريق قريته بالحجارة، حيث كانت تمر يومياً دورية صهيونية، وحين ترجل الجنود لإزالة الحجارة ألقى عليهم عبوة ناسفة، موقعاً إصابات بينهم، وتلقى زخات من الرصاص فاستشهد  على الفور.
تُبدي أسرته اعتزازها باستشهاده، وبكون دمائه قدحت شرارة هذا الزخم في العمل المقاوم، ردّاً على جرائم الاحتلال ومغتصبيه، التي يرتكبونها يومياً بحق الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى .
يقول والده: «كان يحمل هم فلسطين، والاعتداءات الصهيونية بحق السيدات والأطفال والرجال، ويتحدث عن الأسرى... فيما بعد عرفت من أصدقائه في الجامعة أنه قبل استشهاده نظّم مسيرة، تنديداً باقتحامات الأقصى، وعندما وجد عدد الحضور قليلاً ألقى بالميكرفون من يده وقال: أقسم بالله ألا أتكلم بعد اليوم إلا عندما يسبق عملي قولي».