لا ميديا -
لبناني بعلبكي أتى إلى سوريا حيث كان يضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من المسرحيات، قبل أن يهتدي إليه حسين نازك ليؤسسا معا في دمشق عام 1978 «فرقة العاشقين» وليتكرس رمزاً لمشروعها الفني القادم، ومغنيها الأول وقائدها. وذاكرة الصوت المقاوم، والفن الملتزم، والكلمات التي ترددها الأجيال منذ نهايات السبعينيات.
أُطلق عليه «ملك الأغنية الوطنية»، بصوته الجبلي الذي يجمع القوة إلى القدرة على التعبير، وأصبح مغني فلسطين الأول الذي تشرّب في أحاسيسه ووجدانه، روح الانتماء لفلسطين.
رافقت «فرقة العاشقين» العمل الثوري الفلسطيني وحققت كثيرا من الشهرة والإعجاب فلسطينياً وعربياً وعالمياً، ولعبت دوراً أساسياً في خلق وتطوير حالة الوعي الوطني، فكانت بأغانيها وكلماتها وأصواتها ودبكاتها محفزا لروح المقاومة والنضال والتحدي، ودافعاً للفعل النضالي ومحركاً للمشاعر الوطنية.
غنى «أبو علي» لفلسطين وترك بصمة صوته على ما يزيد عن 300 أغنية، ومن أشهر أغانيه «من سجن عكا طلعت جنازة»، «واشهد يا عالم علينا وع بيروت»، و»هبت النار». كلها مثلت نموذجا للغناء الوطني المُلتزم بنشر الثقافة والوعي الوطني وفي التعبئة والتحريض على مقاومة المحتل الصهيوني.
أنشأ علاقة ناجحة للإعلام الفلسطيني في مصر؛ حيث بثت برنامجاً من إذاعتها تحت اسم «صوت الثورة الفلسطينية»، دعماً للمقاومة، وكانت أغنيات وأناشيد مبكرة للفرقة تذاع في هذا البرنامج.
قبل أربعين عاماً، وقف «أبو علي» على منصة سينما “بلقيس” في مدينة كريتر بمحافظة عدن اليمنية، في الذكرى الـ18 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، صادحا بكلمات أغنية “شوارع المخيم”، وبحضور عدد من كبار القادة الفلسطينيين واليمنيين آنذاك.
توقفت الفرقة مطلع تسعينيات القرن الماضي يقول حسين منذر: «لا أخفيكم، الأحداث السياسية التي جرت في لبنان وخروج منظمة التحرير وما تلاها من مخاضات أثّرت على مسيرة الفرقة، أدّت بالمحصّلة إلى توقفها عن العمل».
في عام 2018، منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون.
أغنيته الأخيرة كانت “رصاصة العز” والمهداة لجنين.
رحل إلى عالم الخلود في 17/9/2023.