لا ميديا -
«انتشرت دماء عمار وأيمن روحاً جديدة في كل تراب فلسطين، وتحولت إلى ثورة وانتصار جعل كل صهيوني على كل شبر من فلسطين المغتصبة تحت رحمة رصاص وصواريخ السرايا وكل قوى المقاومة» (الدكتور جميل عليان، القيادي في حركة الجهاد).

وُلد عمار عثمان الأعرج عام 1970، في مدينة غزة، لأسرة هُجّرت عام 1948. منذ صغره استهواه البحث والتدقيق في الأشياء الصغيرة وكل ما يتعلق بالمجال الإلكتروني.
غادر إلى سورية لإكمال تعليمه الجامعي. التحق بحركة الجهاد الإسلامي، وحين عاد بعد عام اعتقلته المخابرات الصهيونية وحققت معه للحصول على معلومات عن نشاطاته في الخارج، وأفرج عنه بعد عدة أشهر كان فيها أصلب من جلاديه.
رفض السفر لإكمال دراسته، وقرر بحسم الانخراط في النضال المقاوم للاحتلال. وفي عام 1993، كان من القادة الأوائل المشاركين في تأسيس مجموعة من الخلايا العسكرية التابعة لـ»القوى الإسلامية المجاهدة» (قسم)، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
اعتقلته أجهزة السلطة لمدة شهر ونصف، لنشاطه ضد الاحتلال. تقول والدته: «عندما زرته في سجن غزة المركزي كانت آثار التعذيب على يديه واضحة، فعدت إلى البيت والحزن يملأ قلبي».
مع استمرار التصفيات التي نالت من رفاق دربه، أدرك حجم الخطر المحيق به، بعد انتشار الأخبار عن دوره في العمليات العسكرية الموجعة للكيان الصهيوني، الذي قرر -بالتنسيق مع أجهزة السلطة- تصفية كل من شارك في عملية بيت ليد الشهيرة.
وضعه الاحتلال مع رفيقه أيمن الرزاينة على قائمة المطلوبين، فاختفيا عن العيون، حتى استشهدا في 3/ 2/ 1996، بعملية اغتيال نفذتها عناصر من الأجهزة الأمنية للسلطة.
تقول والدته إنها كانت تتوقع استشهاده في كل لحظة. «لم أبكِ ولم أصرخ؛ فقد أدخل الله الطمأنينة على قلبي؛ ولكني حزنت لأنه قُتل على يد العملاء من أبناء جلدته».
أصدرت «قسم» بياناً نعت فيه مهندس الجهاد، الذي تولى إعداد جميع العبوات الناسفة للعمليات العسكرية التي نفذتها، من بيت ليد إلى كفار داروم إلى مفرق نتساريم.