لا ميديا -
«للذي أذّن لفجرنا وصباحات الانتصارات، للعريس الملهم لبوابة البدايات وزرقة البحر وأكف الشجعان... بلال الذي أخرجنا من دائرة الشك إلى يقين التاريخ، بلال، قبلة الشهداء وبداية النصر المبين» (تغريدة للدكتور عباس الحاج حسن، ناعيا «عريس الجنوب» الشهيد بلال فحص).

وُلد بلال أحمد فحص عام 1965 في بلدة جبشيت قضاء النبطية في جنوب لبنان. تميّز بشخصية قوية وسرعة بديهة. انتسب إلى كشافة الرسالة الإسلامية، وتدرج فيها حتى أصبح قائداً كشفياً. شهد جرائم الاحتلال فتبلور وعيه المقاوم، وأراد أن يتخطّى حروب الوطن، المنقسم داخلياً حينها، فاختار التوجه نحو الجنوب.
عند اجتياح قوات العدو الصهيوني للبنان عام 1982، كان من أوائل الذين تصدوا لتلك القوات في محور مثلث خلدة، الذي كبد قوات الصهاينة خسائر جسيمة في أفرادها وعتادها، حيث جرت هناك مجزرة المدرعات الصهيونية.
مع تصاعد وتيرة المقاومة الوطنية اللبنانية للعدو الصهيوني منذ عام 1982، كان الفدائيون اليد الخفية الأكثر إيلاماً ورعباً لقوات العدو وعملائه، حيث أطاحت بكل ترتيبات العدو الأمنية والعسكرية، وحصدت آلياته وجنوده بأعداد لم يعهدها في حروبه.
جهزت المقاومة الإسلامية سيارة مرسيدس مزودة بتصريح من القوات الصهيونية يسمح بعبور حواجزها، وجرى تفخيخها بكمية من المتفجرات، ونُقلت السيارة المفخخة عبر حاجز باتر الصهيوني إلى مدينة صيدا.
في 16 حزيران/ يونيو 1984 قاد بلال سيارته المفخخة بـ150 كيلوجراماً من المواد المتفجرة، وفجّرها في قافلة مؤلفة من ثلاث ملالات كانت خارجة من مركز تجمع لقوات الاحتلال في مصفاة «التابلاين» في منطقة الزهراني في الجنوب، مدمراً القافلة وموقعاً عشرات القتلى والجرحى من الجنود الصهاينة، لتضيف وهجاً جديداً في طريق الانتصارات التي سبقت وتتالت حتى دحر العدو والتحرير .