لا ميديا -
«يستحيل أن تجالسه فتهمل وجوده، مهما كان وضعك النفسي. يملك مقدرة غريبة على إخراجك من أحزانك. لا تفارق البسمة وجهه؛ لكنه في الحرب صلب شرس، قلبه قلب أسد». هذا ما يقول أحد رفاقه عن محمد دمشق (جواد عيتا) ابن الـ27عاماً، الفتى الأشقر ذي الملامح الطفولية والعينين الملونتين:
بدأت رحلته مع المقاومة الإسلامية في حزب الله عام 1998، حيث شارك في معظم العمليات النوعية والخاصة في محور بنت جبيل وأثبت كفاءة عالية. غدا قائداً ميدانياً متمرساً في فترة قياسية من عمله في المقاومة التي أخلص لها.
في ملحمة مارون الراس أبدع حتى لحظاته الأخيرة، وأدى تخطيطه إلى صمود القرية حتى بعد استشهاده. يقول أحد رفاقه: «أخذ جواد يتحدث على الجهاز كما لو أنه في مباراة لكرة القدم. صار ينادي على الرفاق يطلب من هذا التقدم ومن ذاك إطلاق النار على الجندي على يمينه وذاك على يساره...».
ألهب كلامه عبر الأثير محور بنت جبيل بأسره، وأعطى زخماً للمعركة. «كل من سمعه شعر بأن قائداً رفيع المستوى يتولى زمام الأمور»، ما دفع الصهاينة إلى محاولة إسكاته من خلال التشويش على موجة اللاسلكي؛ لأنه استطاع أن يربك إدارتهم للتقدم.
استعان العدو لاحقاً بكتيبة من «لواء المظليين 35»، وهي أكفأ وحدات المظليين وأكثرها نخبوية، وذلك من أجل تأمين الانتشار السريع في قرية مارون الراس والبدء بتطويق بنت جبيل تمهيداً لاحتلالها. تحولت مهمة كل القوى النخبوية إلى مهمة إنقاذ لعشرات من أفراد وحدة «مغلان 212» التي علقت بنيران القائد جواد عيتا ورفاقه الشهداء.
تحولت القرية الصغيرة المتربعة على جبل مارون الراس إلى ميدان حرب انقسمت فيها البلدة بين جنود مرعوبين من احتمال الأسر وبين رجال وطدوا أنفسهم على الشهادة.
استشهد في 21/ 7/ 2006، وهو يقتحم أحد البيوت التي تحصن داخلها الصهاينة. احتفظ الصهاينة بجسده، وتم تحريره في صفقة لتبادل الأسرى.