عين الحلوة.. المرة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

لكي نعرف ماذا جرى في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان من قتال بين حركة فتح وآخرين، دعونا نرجع للوراء ونقرأ ما دار بين العظيم ناجي العلي وبين الشاعر محمود درويش، مع فرق الزمان والمكان، إلا أن الأمر لم يختلف كثيراً بل ساء جداً. بالمناسبة، ناجي العلي من أبناء عين الحلوة، واللبيب سيفهم.
روى الفنان ناجي العلي ملخّص الحوار الذي دار بينه وبين الشاعر محمود درويش عبر الهاتف، وتمّ نشره في مجلة «الأزمنة العربية» (العدد 170، 1986، ص 14) وجاء هذا الحوار عقب رسمٍ كاريكاتيريٍ للعلي انتقد فيه درويش الذي دعا إلى مدّ الجسور مع اليسار الصهيوني.
درويش: شو؟! بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي! حاطط دبساتك على طحيناتنا! شو في؟!
العلي: يا عمي ما تزعل مني؛ هاي الشغلة مش ضدك شخصياً. أنا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة، وانت عارف!
درويش: لا، أنا زعلان بجد! ليش؟! كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل؟!
العلي: يا محمود انت إلك حق تزعل، لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك مثلما بهمل دائماً الساقطين، أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم تفرح مش تزعل!
درويش (بغضب مكتوم): مش إنت اللي تصنفني مهم والا لأ!
وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد.
قال العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمدّ الجسور مع اليسار الصهيوني! مدوا زي ما بدكوا، بلكي الجسور بتفيدكم مستقبلاً! أما أنا وجماعتي فلا. إحنا يا عمي إلنا جسورنا، جسورنا إحنا مع الناس المشردة، ممدودة بخط واحد ما في غيره، من باب المخيم لباب الحرم، مع أهلنا في الداخل. هاي جسورنا، وما بنعرف غيرها. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي ها الحكي.
درويش (مهدداً): آه! بس انت مش قدي يا ناجي!
العلي (مستعبطاً): شو يعني؟! مش فاهم! الشغلة صارت شغلة قدود! قدّك وقد غيرك! والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا! وأنت عارف يا محمود!
ثم بعد وصلة حوار تهديد من درويش واستعباط من العلي، قال درويش:
هلأ مش وقت المزح! بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم إنّي أنا محمود درويش، إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة!
العلي (ساخراً بمرارة وحزن): أووف! والله هاي جديدة يا زلمة! بالله عليك بتعملها يا محمود؟! وشو ها السّلطات اللي صارت عندك؟! والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال ها الحكي، ولا صلاح نصر قبله (...)! على كل حال انتو يا عمي السّلطة! انتو الدولة والشيلة (...)! هاي مش أوّل مرّة بتصير ولا آخر مرة! مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟! وقبلها قال الختيار (ياسر عرفات) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد لو ما سكتت؟! بعدين ها الشغلة صارت مش فارقة معي، ها الخد صار معوّد عاللّطم!
المصدر «لا» 21 السياسي