لا ميديا -
بعد استشهاده، اقتحم جنود الاحتلال منزل والده وكسروا جميع أبوابه وعاثوا فيه خراباً ودماراً. قال أحد الضباط الصهاينة لوالده: «ارتحنا من ابنك؛ كان مجننا». وتساءلت عائلة علي بتهكم وسخرية: «هل حقاً ارتاح الصهاينة من علي؟ كلا، فالمخيم ولّاد، وكل شبابه على طريق علي وبقية الشهداء المقاومين».
علي هاني الغول، المولود عام 2006، في مخيم جنين شمال الضفة المحتلة، حمل اسم شقيقه الذي استشهد عام 2004 في مواجهة مع الاحتلال. رغم صغر سنه شارك في الأعمال البطولية لمقاومة جنين، وكان له دور متميز في تطوير أساليب وطرق التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال.
امتلك مهارة تصنيع العبوات الناسفة من مواد محلية، استفاد منها المقاومون من مختلف فصائل المقاومة في المخيم، ونقل المتفجرات بحقيبته إلى مدينة نابلس، حيث تعمل هناك مجموعات المقاومة ومنها عرين الأسود.
في 3/ 7/ 2023، نفذ جيش الاحتلال عدواناً عسكرياً واسعاً على مخيم جنين استمر يومين، بهدف القضاء على عناصر المقاومة. خاض المقاومون في المخيم  اشتباكاً عنيفاً على عدة محاور، وألحقوا أضراراً بآليات قوات الاحتلال بعد استهدافها بالعبوات الناسفة، وأسقطوا 4 مسيّرات، وقتلوا جندياً صهيونياً قبل انسحاب قوات الاحتلال.
نجا علي من انفجار صاروخ بالقرب منه وهو يزرع العبوات. وكان مجموعة من المقاومين حُوصروا في مسجد داخل المخيم، فاستشهد مع رفيق له برصاص قناص أثناء محاولة إنقاذ المحاصرين. وتمكن المقاومون من نقل جثمانهما إلى مكان آمن.
أحاط عمله بسرية تامة. تقول والدته: «منذ سنتين تقريباً كان يعود في الليل إلى المنزل وملابسه مغبرة وعيناه محمرّتان، ولم نعرف أنه يعمل في تصنيع العبوات. وعندما اكتشفتُ عمله طلب مني ألا أخبر والده، خشية أن يمنعه». وبعد استشهاده قال والده: «أخبرني أصدقاؤه ورفاق دربه أنه كان واحداً من المقاومين الذين يصنعون العبوات المتفجرة في المخيم».
وقالت كتائب القسام في بيان نعيه إنّه «استشهد خلال تنفيذ كمين محكم لجنود الاحتلال أثناء محاولتهم الدخول إلى مخيم جنين».