لا ميديا -
«كنت أعلم بما يفعله أبو صالح. في البداية رفضت؛ لأنني أم تخاف على ابنها؛ ولكنه أقنعني بعد ذلك، أنّ ما يفعله واجب ديني ووطني عليه، وهو يقارع ببندقيته جرائم المحتل الذي سرق الأرض وقتل وارتكب الجرائم بحقنا» (والدته).

 ولد محمد بشار العزيزي عام 1997، في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة في نابلس حيث قضى سنين من عمره. سمّته والدته على اسم خاله الشهيد.
 واكب اعتداءات الاحتلال اليومية لإذلال الفلسطينيين، فانصرف تفكيره إلى التخلص من هذا الكابوس الذي ينغص حياة الناس. صدق تفكيره في هذا الشأن أفضى به إلى النتيجة المعروفة: أمام الاحتلال لا شيء غير المقاومة يحفظ للناس كرامتهم ويسترد حقوقهم. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح ضمن قائمة أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني.
في 24/ 7/ 2022، تسللت قوات خاصة من «وحدة اليمام» و«وحدة غيفعاتي» إلى مدينة نابلس لاغتيال عدد من المطلوبين لجيش الاحتلال، بعد ورود معلومات عن وجود العزيزي وعبدالرحمن صبح في منزل العزيزي في حارة الياسمينة في البلدة القديمة.
 اقتحمت القوات المهاجِمة الحي وحاصرت منزله الذي كان يؤوي 8 مقاومين. أخرج عائلته من المنزل، وخاض هو ورفيقه عبدالرحمن صبح اشتباكاً عنيفاً مع قوات الاحتلال الخاصة استمر 3 ساعات، وصمدا فيه أمام نيران القناصة والقذائف الصاروخية التي دكت المنزل، ونجحا قبل استشهادهما في تأمين انسحاب رفاقهم المقاومين.
في 2/ 9/ 2022 (أربعينية الشهيد العزيزي)، ظهر مجموعة من الشبان يرتدون ملابس سوداء، وعلى فوهات بنادقهم قطع من القماش الأحمر، في إشارة إلى أنهم لا يطلقون الرصاص في الهواء، بل صوب الاحتلال فقط، وألا رصاصة ستخرج هدراً. حينها، أُعلنوا انطلاق مجموعة «عرين الأسود»، وقدموا الشهيد محمد العزيزي كمؤسس للمجموعة، وأنهم سيتبعون وصية الشهداء ولن يلقوا السلاح أبداً حتى الشهادة، وأدانوا أي استغلال للمناسبة بحثاً عن المال بذريعة دعم المجاهدين.