لا ميديا -
”ما جئتك شاعرة على منبر، فوق كل مديحة أنت، وإنما تحدي التحدي من شبيبتك الظافرة، من رجال زرعت فيهم البطولة والإباء فمن أجدر منا بمحبتك وأنت السيف الدمشقي الأصيل، رغبت يا أبي ألا يمر عيد الشبيبة هذا العام مثل كل عام، وكانت رغبتي جامحة أن أكون شعلة هذا العيد على أرض الجنوب الطاهر، قنبلة تزهر غضباً وغلاً في مآقي الغزاة”.
كلمات توجهت بها للرئيس حافظ الأسد قبل استشهادها.
ولدت حميدة مصطفى الطاهر عام 1968 في مدينة الرقة السورية، عرفت بعشقها للعمل والتفاني في خدمة المجتمع، انتسبت إلى منظمة الشبيبة عام 1981، ثم إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1983، شاركت في العديد من  الندوات الثقافية والمناظرات.
منتصف آب عام 1985، غادرت مدينة الرقة إلى دمشق للمشاركة في أحد أنشطة الشبيبة لكنها لم تعد، وبدأ والداها بالبحث عنها في سورية حتى وصلا  إلى لبنان دون جدوى.
في 10/10/1985، تلقت والدتها رسالتها الأولى عبر إحدى رفيقاتها تقول: “سامحوني لأني خرجت دون أن أخبركم عن الحقيقة العظيمة التي أخفيتها وسافرت لأجلها والتي ستحقق سعادتي، ومادمتم تريدون سعادتي فلا تحزنوا علي بل احتفلوا بالعرس الذي سيحتفل به كل الناس... أرفض أن أموت بغرفتي أريد أن أتفجر وسط أعدائي وأعداء الله، ولا شيء أتحسر عليه سوى أنني هل سأعرف ما فعلت بهم أم لا”.
في 26 تشرين الثاني/ أكتوبر 1985، استقلت سيارة مفخخة بكمية تزيد عن 280 كغ من مادة «تي إن تي» لتفجرها في موقع عسكري مشترك لقوات الاحتلال «الإسرائيلي» ومليشيات أنطوان لحد العميل في جنوب لبنان بمنطقة جزين، تسبب التفجير في مصرع أكثر من 50 وجرح العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي والعملاء.
أُطلق اسمها على الثانوية التي تعلمت فيها، إضافة لتسمية العديد من المدارس والوحدات والروابط الشبابية والقاعات العلمية والشوارع في سورية باسمها.