لا ميديا -
“ليس المهم أن نبدأ حياتنا أبطالا ومناضلين، المهم أن ننتهي نهاية المناضلين وألا ننقلب على مبادئنا” (عمار)
ولد عمار الغول عام 1948 في محافظة قفصة جنوبي غرب تونس.
التحق منذ منتصف السبعينيات بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشارك في معارك الدفاع عن الأراضي اللبنانية والثورة الفلسطينية، وفي مقاومة العدو الصهيوني. تلقى دورة لتكوين الضباط في الأكاديمية العسكرية للجبهة الشعبية، وهناك اقترن بفتاة فلسطينية تعمل في أرشيف الأكاديمية.
شهد له العدو أنه أفضل من أتقن استعمال قاذفات (7- RPG)، ولقب بـ“عمار آر بي جي”. تحدثت زوجته عن صموده أمام الاجتياح الإسرائيلي عام 1978: «أوقف مع رفيقيه “جيفارا العراقي” و”صقر القدس” الاجتياح مدة 16 ساعة، وصارت بطولته محل إكبار رفاقه، وكرّمه الحكيم جورج حبش آنذاك، فأهداه مسدسه الخاص عربون مودة وعرفان بقدراته ونضالاته».
شارك ببسالة نادرة في التصدي للاجتياح الصهيوني لبيروت عام 1982، وتم أسره وهو يحمل رفيقه المصاب، فانقطعت أخباره، وبعد بضعة أشهر أعلن الصليب الأحمر أنه تم أسره وتعذيبه.
خرج في صفقة تبادل للأسرى عام 1985. اعتقله نظام بن علي لحظة دخوله الأراضي التونسية، وأفرج عنه بضغط من المنظمات الفلسطينية. ضايقه النظام في سبل العيش لتطويعه، وشتت شمل عائلته، إذ رفض الاعتراف بعقد زواجه المدون باسمه الحركي “وليد التونسي”. ورُحّلت زوجته وهي حامل الى بيروت.
مُنع من العمل، فأعال أسرته من “نصبة خضار” بمدينة قفصة. وخضع منزله للتفتيش بصفة منتظمة حتى عام 2011. “ذهبت إلى لبنان للدفاع عن الثورة الفلسطينية. كان ذلك واجباً بالنسبة لي، عند عودتي إلى تونس تعرضت إلى مضايقة من الشرطة السياسية بسبب ماضيّ وعلاقاتي مع المعارضين في منطقة قفصة”.
رحل في 23 أبريل 2014، إثر مرض عضال تاركاً بطولات ونضالات ترويها زوجته وأبناؤه ذكريات تقارع النسيان.