تقرير / لا ميديا -
حسم العليمي أخيراً قرار عودته كرئيس يبحث عن عاصمة. لم يستطع الرجوع إلى عدن ولا الانتقال إلى حضرموت، فآثر إنشاء صفحة خاصة على واتسأب، لتكون هي عاصمته التي يستطيع أن يعود إليها متى شاء ودونما إذن من أحد، حتى من التحالف الذي نصبه، فضلا عن كونها بعيدة عن تحرشات الانتقالي وتوعداته من حين لآخر التي تسبب حرجا كبيرا لشرعيته الفنادقية، فيما الترتيبات السعودية الإماراتية جارية على قدم وساق حول عدد من النقاط، أهمها إحلال المؤتمريين الجدد (جناح الإمارات) محل الانتقاليين القدامى، ونفي الزبيدي إلى واشنطن كإحالة إلى تقاعد مبكر له حرية التنقل فيه بين كازينوهات العاصمة الأمريكية.

قرر المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي المشكَّل من سلطات الرياض وأبوظبي، اتخاذ عاصمة جديدة له بعد نفيه من عدن قبل أشهر.
يأتي ذلك في أعقاب فشله بتأمين مقر بديل لعاصمته المفترضة، عدن الخاضعة لسيطرة ما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي، وبعد فشل كل محاولات عودته إلى عدن أو المكلا.
وكشفت مصادر في مكتب العليمي أنه قرر استبدال مكتبه في عدن بصفحة على واتسأب، مشيرة إلى أن مكتب العليمي أصبح يتعامل مع كل ما يرده عبر الغرفة الإلكترونية الخاصة، التي أصبحت بمثابة عاصمة له كرئيس.
وكان مكتب العليمي أعلن، في وقت سابق، قراره فتح غرفة خاصة للتواصل، في واتسأب، الأمر الذي اعتبره مراقبون توجهاً «عليمياً» لعدم العودة إلى داخل اليمن.
وكان العليمي خاض خلال الأشهر الماضية صراعا مع انتقالي الإمارات حول انتقاله إلى المكلا؛ لكنه جوبه بتصعيد أفشل خطط نقل عاصمته من عدن إلى حضرموت، المحافظة التي تريد سلطات ابن سلمان إشهارها دولة مستقلة تمهيداً لضمها.
إلى ذلك، تشهد فنادق الرياض منذ أشهر حمى صراع مسعور بين أدوات الاحتلال حول تشكيل حكومة جديدة، وسط حديث عن ترتيبات سعودية – إماراتية لتسليم الحكومة للمؤتمر جناح الإمارات.
وكشف ناشط جنوبي محسوب على انتقالي الإمارات، أمس، عن جزء من تلك الترتيبات الخاصة بتسليم الحكومة لجناح الإمارات في المؤتمر، في خطوة قد تشكل ضربة لما يسمى المجلس الانتقالي الذي كان يتطلع لقيادتها.
وأفاد ماجد الداعري، رئيس تحرير موقع «مراقبون برس»، بأن الأسماء التي تم اختيارها للتغييرات المرتقبة على مستوى حكومة الفنادق بقيادة المرتزق معين عبد الملك، تنتمي جميعها للمؤتمر الشعبي العام، بما فيها وزارة المالية، معتبرا أن «الخطوة تهدف لاستكمال سيطرة النظام السابق على الحكومة».
وعلى صعيد الأزمة الشكلية مع انتقالي الإمارات، بدأت سلطات الرياض، أمس، ترتيبات لإخراج المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، من مقر إقامته في الإمارات إلى دولة «محايدة».
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن سلطات ابن سلمان تدرس مع الولايات المتحدة نقل الزبيدي إلى واشنطن وإخضاعه للإقامة الجبرية هناك.
وأشارت المصادر إلى أن واشنطن وافقت على استضافة الزبيدي  كمخرج للأزمة الحالية مع حليفيها الخليجيين.
ولم يُعرف موقف سلطات ابن زايد من هذه الخطوة؛ لكن تزامنها مع تقارير عن اتصالات سعودية – إماراتية ترعاها أطراف دولية لخفض التصعيد في اليمن يشير إلى ضغط الرياض على حليفتها الصغيرة للتخلي عن أبرز أذرعها في المحافظات اليمنية المحتلة.
وازدادت مخاوف انتقالي الإمارات من تصعيد سعودي غير مسبوق ضد المجلس وضد رئيسه عيدروس الزبيدي، قد يصل إلى قصف معسكراته وقواته العسكرية، بحسب معلومات تداولها ناشطو الانتقالي.
وكانت وسائل إعلام «الانتقالي»، وأبرزها صحيفة «الأيام»، كشفت في تقرير لها عن تصعيد سعودي غير مسبوق ضد «الانتقالي» ورئيسه عيدروس الزبيدي، مشيرة إلى عدم وضوح إلى أين تتجه الأمور في ظل الأزمة الحالية التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا.
إلى ذلك، توعدت فصائل «الانتقالي»، أمس، الاحتلال السعودي بحرب شرسة وفتاكة في معقلها الرئيسي وعموم المحافظات التي تتواجد فيها.
وقال المرتزق محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم فصائل «الانتقالي»، إن حرباً جديدة قادمة ستشهدها المناطق المحتلة، للدفاع عما وصفه بالوجود الجنوبي، في تهديد صريح بالذهاب نحو مواجهة التحركات السعودية لإلغاء حضور المجلس، باستخدام القوة.
وأضاف النقيب،  في بيان له، أن هناك تحركا عسكريا قادما وشاملا لمواجهة الحرب الموجهة ضد مجلسه، وسط توقعات بانفجار معركة فاصلة بين الفصائل الإماراتية والسعودية في عموم المحافظات الجنوبية المحتلة.