لا ميديا -
«خضع أبي للأمر الواقع، وقرر الرحيل، بناء على أمر من الثوار. وبعد أيام جاء ليقول لنا: سنرحل من هنا نهائياً. كان يتكلم بدموعه، لقد كان يبكي! وسألته: إلى أين يا أبي؟ قال: إلى لبنان. سنترك هذه الأرض بعد أن باعها ملوك العرب. قلت: متى سنرجع؟ قال كلمة واحدة: سنعود. واستقرت هذه الكلمة في قلبي» (من مذكراته المنشورة).

فلسطيني لبناني، والده من «بنت جبيل» في جنوب لبنان. استقر في حيفا عام 1935، وفيها وُلد «أمين» عام 1938.
من أحزمة البؤس في العاصمة بيروت سعى للدراسة والعمل والسياسة، فالتحق بحزب البعث العربي الاشتراكي، بانشداد واضح نحو فلسطين.
حقق أرقاما قياسية في دخول «حبس الرمل» في بيروت، وكاد ذلك يكلفه حياته. كما اقتيد إلى سجن المزة في دمشق عام 1962، بتهمة العمل لإعادة الوحدة بين سورية ومصر.
«أوقفتُ وضُربتُ وعُذبتُ مراراً. اشتركت في ثورة لبنان، وحملت السلاح طيلة شهور هذه الثورة، سلاحي الذي أحضرته من دمشق، بعد مسير حوالى 150 كيلومترا سيراً على الأقدام».
مارس التدريس بين عامي 1962 و1967، وشارك مع آخرين في تأسيس المعهد العربي في بيروت، وقاد التنظيمات الكشفية فيه، وانخرط في العمل الحزبي عام 1958 إلى جانب الوطنيين المعارضين لحلف بغداد والغاضبين على نزول الأسطول السادس الأمريكي في مياه لبنان.
عام 1967 التحق بالعمل الفدائي الفلسطيني، وتلقى عام 1968 دورات تدريبية عسكرية مكثفة، عاد بعدها ليتسلم مهام نائب رئيس منظمة الصاعقة في منطقة العرقوب.
استشهد في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1969 بعد معركة مع العدو الصهيوني في جرود شبعا دامت 6 ساعات، حيث أصيب إصابة مباشرة حين تقدم لسحب أحد رفاقه المصابين.
نقل جثمانه إلى دمشق الشام التي أحبها، ثم إلى بيروت و»بنت جبيل» وفيها ووري الثرى الذي أحبه.
كان في وداعه مئات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين في الأيام الثلاثة التي أمضاها جثمانه محمولا على الأكف بين دمشق وبيروت وبنت جبيل.