لا ميديا -
 شخصية استثنائية برزت في صدارة المشهد المقاوم في الضفة، بالتحريض لمقاومة العدو، والدعوة إلى التمسّك بوحدة المقاومين، وتحفيز عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وضباطها على الالتحاق بالمقاومة ووقْف «التنسيق الأمني».
فتحي خازم (أبو رعد) المُطارَد من قبل الاحتلال، والد الشهيدَين الفدائيَّين رعد وعبد الرحمن، والعميد المتقاعد في أجهزة السلطة، والملقَّب بـ»شيخ المُطاردين»؛ لكبر سنه.
نفذ نجله (رعد) عملية «ديزنغوف» الشهيرة في نيسان/ أبريل 2022، واستشهد بعد أن صرع 3 غاصبين صهاينة وأصاب 10. استدعاه الاحتلال فرفض الانصياع قبل تسليم جثمان «رعد» المحتجز، ليصبح منذئذِ أبرز مطلوب للاحتلال في الضفة.
حاصر الاحتلال منزله مرارا وأخفق في اعتقاله، فدمروا المنزل. يظهر في الفعاليات والتأبينات وجنازات الشهداء، وفي كلّ مرة يخرج في مقاطع فيديو، أكثر إصراراً على المقاومة، داعيا إلى النضال والتمرد على الاحتلال، فصار أيقونة شعبية تأثر بها كل الفلسطينيين.
استشهد ولده عبدالرحمن باشتباك مع الاحتلال في مخيم جنين، فوقف فوق جثمان ابنه، وحثّ على استمرار الاشتباك. وتداول الناشطون على مواقع التواصل صورته وهو يؤدّي التحية العسكرية لزوجة الشهيد القائد يحيى عياش، خلال مشاركتها في تأبين الشهداء.
تقول ابنته: «لا أحد يعلم مكان والدي منذ أن أصبح مطارداً، حتى نحن، أبناءه وبناته، لا نعلم ولا نعرف أخباره. إذا كان الشعب كله يفتخر بأبو رعد فكيف سيكون شعوري وأنا ابنته؟! فخري به لا يوصف».
وبحسب الأكاديمي في العلوم السياسية الدكتور إياد أبو زنط، فإنه «ليس في حكاية أبو رعد سوى أن هنالك من يصنعون لأنفسهم تعريفاً خاصاً، مختلفاً، مرتبطاً بالفداء كتفاً إلى كتف، مرتبطاً بالتضحية ولداً بعد ولد، مرتبطا بالشوق لملاقاة المصير. أبو رعد يحفر في الصخر ليصنع تعريفاً خاصاً له، بل ليصنع لنا تعريفات جديدة. من نحنُ؟ ومن هم؟ كيف نكون؟ كيف نصبر؟ كيف نُضحي؟... باختصار هو يُعيدنا إلى حقيقتنا».