صنعاء للرياض: ولّى زمن بيع سنتيمترات من الخريطة!
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
نفّذت القوات المسلحة اليمنية مناورة «الصمود في وجه العدوان»، شاركت فيها جميع الوحدات العسكرية، بمناسبة العام التاسع من الصمود ضد تحالف العدوان.
المناورة العسكرية حاكت هجوماً على أهداف متنوعة التضاريس، جبلية وصحراوية وشجرية، تم التقدم إليها من مناطق مفتوحة.
وشاركت في المناورة جميع الوحدات العسكرية، من قوات المشاة وقوات الدعم القتالي من مختلف التخصصات، وكذلك وحدات ضد الدروع والهندسة والدفاع الجوي وسلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية، بالتنسيق مع الاتصالات العسكرية وتوفير خدمات الدعم القتالي.
واستطاعت القوات المشاركة السيطرة على كافة الأهداف المرسومة، مع افتراض وجود الطيران الحربي والمعادي واستهداف المقاتلين ومراعاة وجود مقاومة قوية من العدو، مع وجود محاكاة ميدانية معادية تم تجاوزها بأساليب وتكتيكات جديدة تم ابتكارها نتيجة التقييم الصحيح لتجارب الأحداث السابقة وقراءة الأحداث المقبلة وتقييم الاختلالات والأخطاء السابقة.
ونُفذت المناورة في محافظة الجوف الحدودية المحاذية للسعودية، وفي هذا دلالات بالغة الأهمية، مع الأخذ بالاعتبار أن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أعلن قبل يوم من تنفيذ المناورة إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة من طراز «وينغ لونغ2» (WING LOONG) صينية الصنع تابعة لتحالف العدوان، بعد اختراقها للأجواء اليمنية، وذلك عبر استهدافها بصاروخ أرض جو محلي الصنع، وفي محافظة الجوف أيضاً.
فقد كثُر الحديث خلال الفترة الماضية عن مطلبٍ سعوديٍّ في المفاوضات بإعلان المنطقة الفاصلة بين اليمن والسعودية بعمق 20 كيلومتراً في الأراضي اليمنية، منطقةً عازلة، تهدف الرياض من خلالها إلى الحد من مَديات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي قد تُوجّه نحو العمق السعودي مجدداً.
وفقاً للقانون الدولي تُعتبر المنطقة العازلة مساحة آمنة تحدد من قبل الأمم المتحدة في ظل الصراعات الداخلية أو الحروب بين دولتين.
وبحسب القانون، يقع جزء من هذه المساحة على أراضي الأولى، وجزء آخر على أراضي الدولة الثانية، مع ضرورة فرض حظر جوي بموافقة مجلس الأمن - على عكس ما تطلبه السعودية بإقامة المنطقة بأكملها على الأراضي اليمنية.
وإسقاطاً على حالة الحرب القائمة فإن إقامة منطقة عازلة بالصورة والتوقيت الذي تطلبه الرياض هو مصلحة سعودية صرفة؛ إذ إنه يُخبّئ في ثناياه سعياً لإعادة ترسيم الحدود ابتداءً من غربي محافظة حجة إلى أقصى شرق محافظة المهرة مروراً بمحافظات صعدة والجوف وحضرموت بطول 1460 كيلومتراً تقريباً.
ومع رفض الطلب/ الشرط بداهةً من قبل صنعاء فإن جغرافيا مناورة «الصمود في وجه العدوان» بعثت بقرار الرفض عسكرياً: كل شبر من الأرض اليمنية خط أحمر، ولن يعود الزمن الذي كان فيه التخلي عن سنتيمترين من الخريطة ممكناً.
المصدر «لا» 21 السياسي