اليمن بالحبر الغربي -
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” للصحافية فيفيان نيريم، تقول إنَّه قبل خمس سنوات فقط، كان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يسخر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية قائلاً إنَّه “يجعل هتلر يبدو رجلاً طيباً”.
ولكنَّ الأسبوع الماضي، حدث تطور مفاجئ، حيث لم يُعِد السعوديون العلاقات الدبلوماسية مع طهران وفقط، بل تحدثوا عن “المصير المشترك” بين الدول.
تستدرك فيفيان بأنَّ لدى المملكة العربية السعودية الكثير لتكسبه إذا ترسخ التعاون الجديد حقًّا؛ إذ يمكن أن يساعد الاتفاق في تهدئة التوترات الإقليمية التي أشعلت الحروب، وأثارت التراشق الإعلامي، وأرسلت صواريخ وطائرات مُسيَّرة عبر شبه الجزيرة العربية.
قال الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة أجريت معه في عام 2019، إن الحرب بين السعودية وإيران ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وتسبب انهيار تاماً للاقتصاد العالمي، مما يعني أن الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من الحل العسكري.
تؤكد فيفيان أنَّه قبل أسابيع فقط من تلك التصريحات، أدى هجوم صاروخي وطائرة مُسيَّرة على منشأة نفط سعودية كبرى إلى إيقاف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام لفترة وجيزة، وهو هجوم قال مسؤولون أمريكيون إن إيران أشرفت عليه مباشرة.
وقال محللون إن إدراك أن إيران كانت لديها الجرأة والقدرة على تنفيذ مثل هذه العملية، وأن الهجوم لم يكن له سوى القليل من التداعيات المباشرة على الجمهورية الإسلامية، كانت لحظة حاسمة للمسؤولين السعوديين، ويبدو أنه جزء مما دفعهم للدخول في محادثات مع إيران في عام 2021.
سيُجرى الاختبار الأول والأكثر أهمية للاتفاق الجديد مع إيران في اليمن، حيث يوجد تحالف تقوده السعودية يقاتل الحوثيين منذ عام 2015. ويتطلع المسؤولون السعوديون إلى اتفاق لإنهاء الصراع، الذي كلف الحكومة السعودية مليارات الدولارات وأثار انتقادات شديدة للمملكة في واشنطن وأوروبا، كما قتل مئات الآلاف من اليمنيين ودفع بالبلاد، الأفقر في العالم العربي، إلى أزمة إنسانية حادة.
وتختتم فيفيان بتصريح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بعد إعلان الاتفاقية: “لدينا في اليمن وضع هش؛ ولكنه مستمر في الاتجاه الإيجابي. نأمل أن يكون لهذا الاتفاق أثر إيجابي في هذا الوضع وغيره”.

فيفيان نيريم  «نيويورك تايمز »