بعد إنهاء مهمته في المهرة وتنصيب حاكم عسكري للمحافظة، يتجه السفير الأمريكي  لدى حكومة الارتزاق إلى الرياض للقاء كل من العليمي وابن الوزير، القابعين كعادتهما رهن  إقامة فندقية في عاصمة مملكة الشر، للخروج باتفاق حول الخطوة القادمة في المحافظة النفطية  والساحلية شبوة، والتي سبقتها خطوة للاحتلال السعودي قبل أسبوع مهد فيها لعودة فصائل  الخونج إلى المحافظة التي طردوا منها قبل 7 أشهر في مواجهات مع فصائل انتقالي الإمارات.

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها الحثيثة في اليمن، ضمن سياستها في الهيمنة على المواقع الجغرافية الاستراتيجية المشرفة على طرق الطاقة والتجارة العالمية، مبدية رغبة جامحة لإيجاد موطئ قدم لها في محافظات اليمن الشرقية المحتلة.
فبعد تنصيبها حاكما عسكريا تابعا لها في محافظة المهرة، قبل أيام، اتجه سفيرها ستيفن فاغن إلى الرياض للقاء عدد من مسؤولي فنادق الرياض على رأسهم المرتزق رشاد العليمي، الذي عبر كعادته عن شكره وامتنانه لما تقوم به الولايات المتحدة.
غير أن المهمة الأكثر أهمية في جدول أمس بالنسبة لفاغن هي اللقاء بالمؤتمري جناح الإمارات عوض بن الوزير العولقي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لشبوة، والذي يبدو أنه كان يريد أن يظل وجوده في الرياض أمرا مخفيا باعتباره محسوبا على أبوظبي. لكن لا شيء مستغربا في النهاية.
وبحسب مراقبين، يأتي لقاء السفير الأمريكي مع ابن الوزير، أمس في الرياض، في إطار تحركات أمريكية ملفتة في محافظات اليمن الشرقية، خصوصا أنه حاء بعد أيام من ظهوره بصحبة قائد الأسطول الخامس في محافظة المهرة.
وفيما رفعت الزيارة الأمريكية الى المهرة عناوين مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات، عنونت لقاء فاجن والعولقي بـ«التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب»، وتتويجا لخطوات مهد لها الاحتلال السعودي في شبوة، الأسبوع الماضي، عبر مهمة نفذها فريقه الاستخباراتي في المحافظة التقى فيها قيادات عسكرية لـ«مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
وبحسب مراقبين، فإن مهمة الفريق السعودي في شبوة هي التحضير لإعادة فصائل الخونج، بعد أكثر من سبعة أشهر من طردها على يد فصائل الإمارات.
وأفادت مصادر مطلعة بأن لقاء فاغن وابن الوزير ناقش دمج فصائل الخونج بقوات دفاع شبوة وإعادة هيكلتها بما يخدم التوافق الجديد. كما جاء بعد أيام من استدعاء قيادات عسكرية وسياسية خونجية في شبوة إلى الرياض، أبرزهم  محمد بن عديو المحافظ السابق وعبد ربه لعكب، قائد ما تسمى قوات الأمن الخاصة اللذان أقيلا بضغوط إماراتية.
وكانت قيادات عسكرية من شبوة محسوبة على الخونج، وصلت إلى الرياض، في أعقاب اجتماعها مع وفد عسكري سعودي في مدينة شرورة على رأسهم المرتزقة جحدل حنش قائد ما يسمى «اللواء 21 ميكا»، ومهدي مشفر القميشي، قائد «اللواء الثاني»، وعبداللطيف ظيفر، قائد «قوات النجدة»، وناصر عيدروس الديولي قائد ما يسمى «اللواء الأول حماية منشآت نفطية»، وجميعهم خاضوا الحرب ضد فصائل الإمارات وانتهت المعركة بطردهم جميعًا من شبوة.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الخطوات السعودية تشير إلى تحضيرها لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبيل طرد فصائل الخونج على يد الفصائل الإماراتية في منتصف 2022.
وترجمة للقاء فاغن والعولقي في الرياض، والفريق السعودي في عتق، شنت فصائل ما تسمى «الشرطة العسكرية»، أمس، حملة اعتقالات بحق مجندين في فصائل «الانتقالي» قاموا بتمزيق صور المرتزق رشاد العليمي في شوارع مدينة عتق مركز المحافظة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن المعتقلين اقتيدوا إلى سجون غير معروفة ومنع عنهم الزيارة والتواصل مع أقاربهم، فيما أصدر ما يسمى شباب الغضب الشبواني التابع للانتقالي بيانا عبر فيه عن رفضه للاعتقالات الجديدة مهددا بخطوات تصعيدية.
إلى ذلك، طوقت فصائل «الانتقالي»، أمس، مدينة عتق، المركز الإداري للمحافظة، في خطوة تصعيدية لفصائل الاحتلال الإماراتي ردا على التحركات الأمريكية والسعودية الأخيرة الهادفة إلى طردها من المحافظة النفطية.
وأفادت مصادر قبلية بإغلاق فصائل الانتقالي المنفذ الجنوبي لعتق، مشيرة إلى أن عشرات المسلحين معززين بمدرعات وأطقم منعوا مرور الشاحنات الكبيرة من مديرية حبان إلى عتق.
وأضافت المصادر أن فصائل «الانتقالي» احتجزت عشرات الناقلات في ما يعد تمردا على سلطات الارتزاق في المحافظة النفطية.
وبحسب المصادر، يبرر المسلحون الخطوة بتجنيد العناصر الشمالية في ما تسمى «دفاع شبوة» التي يقودها نجل ابن الوزير.
وتشير تحركات الانتقالي إلى رفضه هذه التحركات التي تعد مسمارا أخيرا في نعش وجوده بشبوة خصوصا في ظل مساع سعودية أمريكية لإنهاء نفوذ الاحتلال الإماراتي في الهلال النفطي لليمن عبر تقليص وجود الفصائل التابعة له.