تقرير / لا ميديا -
سرعان ما يتم إطلاق التهديدات وسرعان ما يتم التراجع عنها، ذاك هو حال المرتزقة، سواء في رئاسي وحكومة الاحتلال أو في انتقالي الإمارات. فالأخير لم يعد في وارد منع العليمي من العودة إلى عدن، وكل انتصاره لما تسمى القضية الجنوبية من تصريحات العليمي كانت عبارة عن ضجة إعلامية لا أكثر يريد من خلالها لفت المحتل السعودي إلى مخصصات فصائله المنقطعة من أشهر.

تراجع انتقالي الإمارات،عن تهديداته التي أطلقها مؤخرا بعدم السماح للمرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي»، بالعودة إلى مدينة عدن.
يأتي ذلك بعد حملة إذلال شنها الاحتلال السعودي على قيادات «الانتقالي» طيلة أسبوع حد وصفهم بأنهم يرهنون نساءهم في دول أخرى، في إشارة إلى الإمارات.
وحظر «الانتقالي» أي انتقاد يوجهه قياداته وناشطوه لرئاسي الاحتلال، بعد جدل واسع بسبب تصريحات المرتزق رشاد العليمي وصل حد التهديد باستهداف حياته ومنعه من دخول عدن.
وحاول المرتزق لطفي شطارة، عضو هيئة رئاسة «الانتقالي»، تبرير الخطوة بالحديث عن أن «المرحلة لا تقبل المناكفات»، الأمر الذي اعتبر رضوخا للاحتلال السعودي بعودة العليمي إلى عدن.
وساق شطارة، في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، عدة تبريرات لتمسك مجلسه بالعليمي، مشيرا إلى أن الأخير هو «المشروع الوحيد والواقعي»، وأن موقف الانتقالي جاء امتثالا لما وصفه بالاتفاق مع تحالف الاحتلال.
وبحسب مراقبين فإن انتقالي الإمارات تغاضى عن الإهانات التي تلقاها من السعودية بسبب تهديداته بمنع عودة العليمي إلى عدن، رغم أن بعضها طالت عوائل وزوجات قياداته، حيث قال سليمان العقيلي المستشار السياسي المقرب من المخابرات السعودية بأن قيادات «الانتقالي» يرهنونهن في دول أخرى. لكن بالرغم من تلك الإهانات إلا أن «الانتقالي» عاد من جديد إلى حضن السعودية.
وأضافوا أن تصعيد «الانتقالي» الأخير ضد تصريحات العليمي بخصوص القضية الجنوبية كان مجرد مناورة سعى من خلالها إلى صرف مخصصات فصائله التي أوقفها الاحتلال السعودي.
وكان الاجتماع الذي عقده العليمي عبر الدوائر التلفزيونية من مقر إقامته الفندقية في الرياض، مع أعضاء مجلسه الذي شكلته السعودية مطلع أبريل العام الماضي، كشف عن أن تهديدات الانتقالي السابقة بشأن منع عودته إلى عدن كانت مجرد ضجة إعلامية وبروباجندا لا أكثر ولا أقل.
المرتزق عيدروس الزبيدي كان شارك في الاجتماع، ليحسم بهذه المشاركة الجدل بشأن حقيقة موقفه من تصريحات العليمي بشأن القضية الجنوبية، وتهديداته من خلال وسائل الإعلام بمنع عودته إلى عدن التي تبخرت في الهواء فجأة وكأن شيئاً لم يكن.
وسبق أن كشف مستشار العميل علي محسن الأحمر، المرتزق سيف الحاضري، أن الخلاف الوهمي بين الاحتلال السعودي والإماراتي في عدن قد انتهى وأن التصعيد قد توقف، وأن ما حدث كان مجرد مسرحية غرضها التمهيد لقرارات وصفها بالكارثية وقال إنها تتعلق بإحلال ما سماها “المليشيات” في إشارة إلى أن القرارات متعلقة بفصائل درع الوطن التكفيرية وفصائل الانتقالي.
واعتبر مراقبون مشاركة الزبيدي في الاجتماع بأنها إعلان استسلام للعليمي وللاحتلال السعودي الذي يقف خلفه، مشيرين إلى أن هذه الخطوة ستزيد من ضعف موقف انتقالي الإمارات وستؤدي لانقسام داخل المجلس وأتباعه وقواعده، والذين يميلون مؤخرا إلى ضرورة أن يصعد المجلس من خطابه وألا يرضخ للإملاءات التي أفقدته كثيرا من مواقعه في عاصمته المفترضة.
وبحسب مراقبين آخرين فإن سكوت «الانتقالي» عن المرتزق ناصر البعوة قائد ما تسمى «المقاومة الجنوبية» التابعة له، يأتي في سياق تحقيق أكبر قدر من المكاسب على الأرض وجعل البعوة يتحرك بحرية بعيدا عن تسليط الأضواء عليه.
وأشاروا إلى أن ما يحدث من تراجع في موقف «الانتقالي» مازال منحصرا في الخطاب الإعلامي فقط، دون أن يشمل ذلك التراجع ما يحدث من تحركات على الأرض، حيث شهدت الأيام الماضية سيطرة لفصائل البعوة على مطار وميناء المدينة، فضلا عن اقتحام مقر ما تسمى نقابة الصحفيين ووكالة «سبأ» التابعة لحكومة الفنادق في عدن المحتلة.
كما شهدت المدينة، أمس، استنفاراً جديداً لفصائل ما تسمى «ألوية الدعم والإسناد» و»المقاومة الجنوبية»، والتي انتشرت بالقرب من معسكر النصر في مديرية خور مكسر.
وكانت فصائل «الانتقالي» نفذت، الأيام القليلة الماضية، انتشاراً واسعاً في معظم مديريات عدن، عقب توعدها بمنع عودة المرتزق العليمي إلى المدينة.
ويأتي الانتشار الأخير بمديرية خور مكسر، في سياق تصاعد التحشيدات العسكرية المتبادلة بين فصائل «الانتقالي» وفصائل «درع الوطن»، وسط أنباء عن اقتراب انفجار مواجهات مباشرة بينهما، فضلا عن عودة مسلسل الاغتيالات إلى الواجهة، حيث تعرض، أمس، قيادي في الانتقالي يدعى فضل الرباب لمحاولة اغتيال بالقرب من منزله في خور مكسر.
وفي تطور لافت ردا على تصعيد «الانتقالي»، ظهر عدد من ضباط الاحتلال السعودي، أمس، في مقر قيادة فصائل درع الوطن بمدينة الشعب.
وقالت مصادر إعلامية إن قائد ما تسمى ألوية الدعم والإسناد التابعة للاحتلال السعودي سلطان البقمي، وقائد قوات الاحتلال السعودي في عدن ذيب الشهراني، زارا مقر الفصائل وكان في استقبالهما التكفيري بشير المضربي، المعين قائدا عاما لتلك القوات.
وبحسب وسائل إعلام الاحتلال، فقد أطلع المضربي البقمي على الجاهزية القتالية لقوات درع الوطن بمختلف ألويتها، مثمنا الدعم اللامحدود من قبل السعودية.
المصادر أكدت أن خطوة الاحتلال السعودي تأتي للجم تصعيد «الانتقالي» وإصدار الضوء الأخضر لفصائله بالتحرك لإنهاء تمرد البعوة.