لا ميديا -
«جلس الضابط الصهيوني قبالتي وقال: ربما تسليم نضال لنا أفضل بكثير من قتله. إن تعاونتِ معنا سنسجنه وسترينه في الزيارات. قلت له: أنا لم أرَ نضال وهو قطعة من روحي، فهل تسلمني روحك؟! قال: لا؛ ولكن أليس أفضل من قتله؟! قلت: إن أراد الله له الحياة عاش بأمر الله وليس بإرادتكم. وحين يئس مني قال: أنا قادر على اعتقالك؛ ولكن أنا أشفق على زوجك الأعمى المريض الذي تقومين برعايته، ولو شئتُ لنقلتك الآن إلى السجن» (من حديث لوالدة نضال أبو سعدة).

ولد نضال علي عبد اللطيف أبو سعدة عام 1978، في قرية علار – طولكرم. بعد المرحلة الإعدادية اتجه لتعلم مهنة تتعلق بالكشف على المياه في بلدته، حتى يعيل أسرته وتعليم إخوته وعلاج والده الأعمى.
انضم لسرايا القدس مع انطلاقة انتفاضة الأقصى، وعمل مع إخوانه القادة على تنشيط العمل العسكري، فشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، فوضعته على قائمة المطلوبين.
تولى قيادة سرايا القدس في الضفة الغربية بعد استشهاد لؤي السعدي، وأخذ يتنقل بين مدينتي جنين وطولكرم. يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عملية «نتانيا»، وفيها قتل 5 صهاينة وأصيب أكثر من 40 آخرين.
نجا من عدة محاولات اغتيال، في إحداها خاض اشتباكا مسلحا استمر ساعات، وفجّر فيه أحد مرافقيه نفسه بجنود الاحتلال، فقتل وجرح عددا منهم، ونجا هو بأعجوبة.
حوّل الاحتلال حياة أسرته إلى جحيم حقيقي، بمداهمته المتكررة للبيت وتحطيم محتوياته المتواضعة بحثا عنه، وإجبار الأسرة على المكوث في العراء لساعات، والتهديد بنسف البيت على رؤوسهم إن لم يسلموه.
عام 2005 اعتقل الاحتلال شقيقه ووالدته مع شقيقته الصغرى وأسرة عمه كلها، وأطلق سراحهم بعد فترة، وهددهم بإعادة الاحتجاز لفترات أطول.
وفي 31 كانون الثاني/ يناير 2006  داهمت قوات الاحتلال منزلا كان يتحصن فيه مع مساعده في الحي الشرقي من جنين، وخاضا معها معركة شرسة استمرت ساعات حتى استشهدا.