اليمن بالحبر الغربي -
سلطت المجلة الفرنسية «جون أفريك» الضوء على أجواء العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، واصفة إياها بأنها «مصالحة برائحة الواقعية السياسية».
فبالنسبة للفاعلين الثلاثة، تحتل المسألة الاقتصادية مكانة مهمة في هذه المصالحة؛ لكنّ هناك فارقاً بسيطاً بين النهجين الإماراتي والسعودي؛ إذ يعتبر التقارب بين الرياض وأنقرة في الوقت الحالي سياسياً بشكل أساسي، بينما يركز التعاون الإماراتي التركي بشكل أساسي على المجال العسكري.
وفي هذا الإطار، أبرمت الإمارات اتفاقية شراء أسلحة مع تركيا، في آذار/ مارس 2021، تقدر قيمتها بملياري دولار، تشمل 120 طائرة تركية من طراز «بيرقدار TB2»، ويفترض أن يكون قد تم تسليم جزء من هذه الطائرات إلى الإمارات في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكدليل على الاهتمام الشديد بهذه الطائرات المسيّرة، كشف أردوغان أن الإمارات عرضت على تركيا بناء مصنع «بيرقدار TB2» في أبوظبي، بحسب قناة تلفزيونية تركية.
ويبدو أن السعودية تسير على خطى جارتها في مفاوضات للحصول على تلك الطائرات التركية الثمينة، وهو تعاون وصفته «جون أفريك» بأنه «مثير للدهشة»، مذكّرةً بأن العلاقات بين تركيا من جهة، ومحور السعودية الإمارات من جهة أخرى، اتّسمت بتوترات قوية منذ الربيع العربي عام 2011.
لكن تطور السياق الإقليمي انتهى بخلق أرضية مواتية للتطبيع بين الدول الثلاث، خاصة بعد فك الارتباط الأمريكي مع الشرق الأوسط، والذي تجسد في عدم رد الولايات المتحدة على الهجمات التي تبناها الحوثيون في اليمن منذ عام 2019.
ويندرج التعاون العسكري بين الإمارات وتركيا في هذا الإطار، وهو ما يتوافق مع الرغبة الإماراتية في تنويع إمداداتها العسكرية، ويوضح جزئياً موقف «عدم الانحياز» الذي تتبناه أبوظبي الآن. لكنه يوضح أيضاً التصور السائد بين الأتراك والإماراتيين بأن إيران تشكل تهديداً للمنطقة.
هذا الاعتراف جديد نسبياً بالنسبة للإمارات، التي -على عكس السعودية- لم تتعرض لهجمات الجماعات المدعومة من إيران على أراضيها قبل بداية عام 2022. وفي هذا العام، شُن هجوم بطائرة مسيرة وصواريخ على مطار ومنشأة في أبوظبي.
بعد ذلك بأسبوع، تم اعتراض صواريخ باليستية في أجواء العاصمة الإماراتية. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجومين. وفي 2 شباط/ فبراير الماضي، تم اعتراض 3 طائرات بدون طيار وتحييدها في المجال الجوي للإمارات.
وفي هذا السياق، أشارت «جون أفريك» إلى ما كتبه جورج كليمنتز ورودولف الشامي، في مذكرة من مؤسسة البحوث الاستراتيجية (FRS) نشرت في أيار/ مايو 2022: «من المصلحة المشتركة لدول الخليج وتركيا تعزيز تعاونهم؛ لأن المفاوضات بشأن الاتفاقية النووية بين الولايات المتحدة وإيران قد لا تكون في صالحهم».


المجلة الفرنسية «جون أفريك»