«لا» 21 السياسي -
نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، عن مصدر مطلع، أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلب من نظيره الأمريكي، جو بايدن، مرة أخرى، صواريخ (ATACMS) بمدى يصل إلى 300 كيلومتر لكييف.
وذكرت الصحيفة، في مقالة بعنوان «أولاً جافلين، ثم هيمارس، والآن باتريوت، ماذا بعد؟!»، أنه خلال الاجتماع مع بايدن، طلب زيلينسكي الحصول على صواريخ (ATACMS)؛ لكن الولايات المتحدة رفضت.
ولفتت إلى أنه بعدما أثبتت صواريخ «هيمارس» دقتها الكبيرة في استهداف المواقع الروسية «تمكنت روسيا من تعلم كيفية التكيف معها»؛ إذ «نقل الروس مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة من نطاق 80 ميلاً من بطاريات هيمارس إلى نقاط أبعد جنوباً في شبه جزيرة القرم»، بحسب مصدر مطلع.
وأضاف المصدر أن هذه الاستراتيجية «أضعفت بعض فاعلية الأسلحة، وزادت الدعوات إلى صواريخ (ATACMS) الأطول مدى، والتي يمكن أن تقطع 190 ميلاً قبل أن تصيب هدفاً بدقة».
وفي السياق، أفاد القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، جادل هودجز، بأن صواريخ (ATACMS) هي «بالضبط ما يحتاج إليه الأوكران في الوقت الحالي. الأسلحة بعيدة المدى ستسمح لأوكرانيا بضرب مواقع روسية رئيسية، مثل جسر القرم والقواعد الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم وخطوط الاتصالات».
وفي حين أن تلك الصواريخ طويلة المدى لا تزال على رأس قائمة طلبات أوكرانيا، تطالب كييف بأسلحة أخرى لمواصلة هجماتها حول باخموت وفي الجنوب. ويقول القادة العسكريون منذ شهور إن دبابات «أبرامز» الأمريكية ودبابات «ليوبارد» الألمانية ستقلب الموازين في بعض المعارك البرية القريبة المدى التي يتوقعون رؤيتها خلال الشتاء.
وكانت واشنطن أعلنت أنها ستزود أوكرانيا بمنظومة «باتريوت» قبل وصول زيلينسكي إلى واشنطن، رغم عدم تأكيدها تقارير إعلامية تحدثت عن إمكانية تسليم هذه الصواريخ.
صواريخ «باتريوت» ربما تُواجه مصير نظيراتها صواريخ «هيمارس» الأمريكية؛ لن تُغير مسار الحرب في أوكرانيا، كما يُؤكد خُبراء عسكريون أمريكيون تحدثوا لمجلة «الإيكونوميست» البريطانية.
وقد تصيب زيلينسكي لعنة «الباتريوت» التي أدى حجبها إلى تدهور العلاقات مع تركيا، وذهاب رئيسها أردوغان إلى روسيا للحُصول على صواريخ «إس 400» البديل الأقوى، ونسف ابن سلمان علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة (النفط مُقابل الحماية) امتدت لأكثر من 75 عاماً كرَد فِعل على سحب إدارة بايدن منظومات «باتريوت» و»ثاد» من السعودية.
بوتين لم يقلق كثيراً من صفقة «باتريوت» للجيش الأوكراني، بل سَخِرَ منها، ووصفها بأنها «قديمة» وذات تأثيرٍ محدود، وقال إنه سيُهشمها، وضرب مثلاً بفشلها في حرب اليمن في التصدي بفاعلية للصواريخ الباليستية الحوثية، التي وصلت إلى العاصمة السعودية، وضربت مدينة بقيق التي تُشكل العصَب الأساسي للصناعة النفطية، مما أدى إلى تخفيض إنتاج النفط السعودي بنسبة وصلت إلى 60 بالمِئة لعدة أشهر، بسبب الحرائق الضخمة التي اندلعت في المصافي ومراكز الإنتاج الرئيسية.
«لا نستبعد أن يلجأ الرئيس الروسي إلى حركة أنصار الله الحوثية للاستِفادة من تجربتها في تدمير أُسطورة الباتريوت»، يقول عبدالباري عطوان في «رأي اليوم».
ومن أهم وأبرز ما استطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية تحقيقه، هو تأكيدهم مبدأ عسكرياً بات من القواعد الأساسية لمحور المقاومة، وستعمد روسيا إلى تطبيقه كما كشف ذلك الرئيس فلاديمير بوتين، وهو «كل إجراء يوجد إجراء مضاد له بالتأكيد».
فبوتين خلال لقائه بقادته العسكريين، أكد أن استمرار الدعم العسكري للحكومة الأوكرانية لن يؤثر إلا في إطالة أمد النزاع، متوعداً بأن الجيش الروسي سيجد سلاحا «مضادا» لمنظومة «باتريوت»، ساخراً منها بأنها تعد بالنسبة لمنظومة (S-300) الروسية منظومة قديمة جدا.
وبالعودة إلى اليمن، والى 15 نيسان/ أبريل 2021، نفذت وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للجيش اليمني عملية مشتركة ضد قاعدة عسكرية سعودية شديدة الحساسية والأهمية في مدينة جيزان جنوب البلاد، تبين أنها استهدفت بدقة موقعاً لقوات الدفاع الجوي السعودي، مزوداً بمنظومة «باتريوت». وبعد أن حدد اليمنيون بدقة موقع قاذفات المنظومة، أطلقوا أولاً بعض صواريخ المدفعية لخداع الدفاع السعودي، وعندما كانت منظومة «باتريوت» تتعامل مع الصواريخ اليمنية، كانت الطائرات بدون طيار (من طراز «قاصف» أو «صماد») تتوجه مباشرة إلى إحدى القاذفات، وتدمرها بالكامل.
وللعلم فإن السعودية سبق لها أن اشترت في العام 2017 صاروخ «باتريوت» إصدار (PAC-3)، بسعر 4 ملايين دولار لكل صاروخ.
وهذا ما أكده موقع «بزنس إنسايدر» الأمريكي الأربعاء قبل الماضي، حيث قدر أن كلفة إسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع في أوكرانيا تفوق بأضعاف سعر تصنيعها.
وبحسب الموقع، فإن طائرات «شاهد 136» الإيرانية تكلف صناعتها أقل من 20 ألف دولار، بينما تقدر كلفة الصاروخ الذي يستخدم في إسقاط مسيرة إيرانية واحدة ما بين 140 ألف دولار و500 ألف دولار.