«لا» 21 السياسي -
في حين أدرجت اليونسكو -بطلب من الرياض- البن اليمني الخولاني كجزء مما سمته «التراث السعودي»، قرر تركي الشيخ، مستشار ابن سلمان للترفيه، أن العمامة الحجازية ليست «عِمّتهم»، وأن ارتداءها تشويه لـ»تاريخهم»، بحسب تغريدة له على «تويتر»، منتقداً ظهور أحد مشترِكي برنامج «سعودي آيدول» الذي تَبثه قناة (إم بي سي) مُرتدياً عمامة منسوبة إلى التراث الحجازي، مقرراً (الشيخ) منْع ارتدائها في أي نشاط لهيئة الترفيه التي يترأسها.
السجال الذي أثارته التغريدة اتخذ أبعاداً سياسية ودينية تُراوح بين اتهام المؤيدين لتلك العمامة باعتبارها جزءاً من التراث الحجازي الأصيل بإيواء ميول انفصالية في نفوسهم، وبين وصْف المؤيدين للنظام السعودي إياها بأنها «غبانة هندية» مستورَدة لا تمت إلى تاريخ الحجاز بأي صلة.
ولم تكن تغريدة تركي المؤشر الأول إلى اضطهاد الحجازيين وغيرهم ممن جرى ضمهم إلى المملكة عند توحيدها؛ فالهجوم على الحجاز مستمر منذ بداية عهد سلمان، الذي يَعتبره بعض الحجازيين عنصرياً ضدهم؛ حيث تَوسع التحقير لهم ونعْتهم بـ«بقايا الحجاج» و»طرش البحر» وبأنهم طابور خامس وعملاء للخارج و»مخلفات الفرس والترك والشيوعية والأحباش»، حاصرين ما يسمى «التراث السعودي» بملبس الشماغ والعقال النجديين اللذين يرمزان إلى ثقافة النظام الحالي.
يتذكر الكثيرون تصريح المغني المُسَعْوَد محمد عبده بأن رسول الله محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم «سعودي». هذا ما وصل إليه السجال حول العمامة الحجازية بين الحجازيين ممن يقولون بأن «الرسول الحجازي الأصلي كان يلبس عمامة وليس شماغاً»، وبين مؤيدي النظام الذين يزعمون أن «الرسول تهامي وليس حجازياً»، فكيف به «سعودي» كما أفتى الإمام المطرب محمد عبده؟!