اليمن بالحبر الغربي -
أفادت مصادر استخباراتية أن أبوظبي تعمل على تسريع أجندتها الخاصة بالسيطرة على مواقع استراتيجية على البحر الأحمر تدريجياً، عبر مدينة عدن الساحلية، ولا تتردد في التصرف بمفردها في هذا المسار دون استشارة الرياض.
وذكرت المصادر أن أبوظبي والحكومة اليمنية، التي تتخذ من عدن مقراً لها، وقعتا اتفاقية عسكرية وأمنية جديدة لمكافحة الإرهاب في 8 ديسمبر/ كانون الأول، ما يساعد على ترسيخ مواقع القوات الإماراتية على البحر الأحمر، حسبما أورد موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي.
وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن هذه الخطوة أثارت انتقادات حادة من جانب حزب الإصلاح، الفرع اليمني للإخوان المسلمين، الذي يعارض بشدة الوجود الإماراتي القوي في جنوبي البلاد.
وفي حين تظل تفاصيل الصفقة غامضة، إلا أن المصادر تحدثت عن 3 بنود مركزية لها، هي: تدخل القوات المسلحة الإماراتية في حالة وجود خطر كبير، وتدريب جنود يمنيين في الأكاديميات الإماراتية، والتنسيق بين أجهزة مخابرات في البلدين.
وسيمكن الاتفاق أبوظبي من الاستمرار في الاعتماد على طارق صالح، وهو أحد وكلائها الرئيسيين بالمجلس الرئاسي اليمني، المنقسم حاليا، وشارك في “ألوية العمالقة”، وهي مليشيات تمولها أبوظبي، بحسب المصادر.
ونوهت المصادر إلى أن صالح شارك ببناء مطار “المخا” الدولي بعدما سيطر الحوثيون على مطار تعز، وتزامن انطلاق المرحلة الثانية المخصصة للطيران المدني في المطار مع وصول الرحلة الأولى من منظمة أطباء بلا حدود في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأضافت أن القوات الإماراتية والقوات المتحالفة مع ألوية العمالقة، التابعة للقائد أبو زرعة المحرمي، تعمل خارج أرخبيل سقطرى، في إطار سعي أبوظبي المستمر لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري، إلى جانب بناء قاعدة للمروحيات الحربية ومدرج للطائرات المقاتلة في جزيرة ميون.
كما تجري أبوظبي محادثات مباشرة، في هذا الإطار، مع جميع أعضاء المجلس الرئاسي اليمني، بما في ذلك أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي وأعضاء من حزب الإصلاح، ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، إضافة إلى سلطان العرادة، محافظ مأرب، وعبدالله العليمي باوزير، المستشار السابق للرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي.
ولم تقل السعودية شيئا عن تلك الصفقة بين الإمارات وعدن، لكن عندما استقبل محمد بن سلمان الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض في 9 ديسمبر/ كانون الأول، كان غياب رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان بارزا.
وعلى الرغم من تكليف أمير الفجيرة حمد بن محمد الشرقي بمهمة تمثيل اتحاد الإمارات في القمة، إلا أن ما وراء الكواليس يشير إلى أن الوضع في اليمن يمثل نقطة توتر كبيرة بين أبوظبي والرياض، بحسب المصادر.

  إنتليجنس أونلاين”