«لا» 21 السياسي -
يتذكر البعض حديث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، قبل عقدين، على قناة «الجزيرة»، عن أسباب إقامة قاعدة العيديد الأمريكية في بلاده، وهجوم «الجزيرة» الحاد والمتواصل حينها على السعودية، ليلخص آل ثاني تلك الأسباب في سببٍ واحدٍ ووحيد، هو: «كنا نتعامل ونتخاطب مع واشنطن بواسطة الرياض، فقلنا: لماذا لا نتحدث مع الأمريكيين مباشرة؛ فلسنا قاصرين؟! وهذا ما فعلناه»!
لاحقاً تغيرت الأمور، وأراد الأمريكيون -منذ أوباما وحتى اليوم- الانسحاب من المنطقة للتركيز على الهادي، وأرادوا أن يمنحوا أدواتهم بعض المسؤولية في حماية أنفسهم؛ فإذا بتلك الأدوات -خصوصاً بعد ضربات بقيق وخريص في أيلول/ سبتمبر 2019- تتجه علانيةً نحو «تل أبيب»، ليقولوا: لسنا قُصّراً ليتركنا الأمريكي دون حماية، «إسرائيل» ستحمينا وستدفع أمريكا أيضاً لفعل ذلك!
ومع تهديدات المسؤولين الأمريكيين بالانتقام من الرياض على إثر قرارات (أوبك +) ومطالبات بسحب أنظمة التسليح والحماية من السعودية والخليج، تصاعد القلق بين زعماء هذه الكانتونات؛ لكنهم كانوا مطمئنين لكونهم متأكدين من أن التهديدات لا يمكن أن تتحول إلى قرار، حيث سيمثل ذلك خطأ استراتيجياً أمريكياً، وأسهم الكيان الصهيوني في وأد تلك التهديدات؛ نظرا لأنه يشارك دول الخليج قلقها حيال إيران، بحسب تحليل لـ بيل لاو على موقع «ميدل إيست آي».
الذي يحدث اليوم بين الكيانات البترولية الوظيفية وبين الكيان الصهيوني لا يعدو كونه هضما صهيونيا لهيدروكربونات نجد واليمامة. وبعد انقضاء وقضاء الحاجة سيتجشأ «الملك بيبي» في وجه «أرامكو» ليقول له ابنا سلمان وزايد، وهما يحملان له أوراق التواليت ومناشف الزيت: شفاكم الله وعافاكم! وليرد عليهما: نعيماً!
من جهة أخرى، ومع تراجع أسهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كلاعب جيوسياسي ماهر بشدة، بسبب حملته غير الكفؤة في أوكرانيا، كان الرئيس الصيني، شي جين بينج، هو المؤهل للعب دور العرّاب الجديد لملوك دول الخليج، وهو لم يتأخر في استغلال الأمر لحصد الصفقات... الأمر برمته ليس أكثر من رفع السوستة، وليس أقل من خفضها!