«لا» 21 السياسي -
قبل مدة وبالمصادفة انضممت لصغري وشاهدت جزءاً من حلقة في مسلسل الأطفال الشهير «مغامرات توم سوير» على شاشة قناة «السعيدة»، لأستعيد ترديد تساؤل ظل يدور في رأس طفولتي الصغير وأنا أشاهد المسلسل نفسه: لماذا كان القاتل (إيجانجو) هندياً أحمر، والمشرد (هاك) هندياً أيضاً؟!
وجدت الإجابة في قراءة لمذكرات المجرم الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي يستشهد بمشاهدات الكاتب الأمريكي العنصري مارك توين، صاحب قصة «توم سيير». وكتاب توين، الذي يستشهد به نتنياهو، هو «مغامرات هكلبري فن»، ويزخر بالتعابير العنصريّة ضد السود، وقد ذمّ بكلام مقيت السكّان الأصليين في أمريكا ودافع عن الإمبريالية ورأى فيها تحريراً لشعوب أخرى، مثل استعمار هاواي.
على مارك يعتمد نتنياهو؛ لكن توين عندما زار فلسطين في 1867 كتب أن الأرض قاحلة وجرداء (يدحض إدوار سعيد في كتابه «المسألة الفلسطينية» هذه الأباطيل، ويذكّر بأنه في عام 1822 لم يكن هناك أكثر من 24 ألف يهودي في فلسطين، أي أقلّ من 10 % من السكّان). لكن صحيح أن الرحّالة الغربيين المارّين في أرض فلسطين لم يكونوا يُعجبون بالفلاحين العرب؛ لأنهم ليسوا في مرتبة البشر. على العكس، كانوا يجدون فيهم مادة خصبة للاستعمار. وكتاب بشارة دوماني «إعادة اكتشاف فلسطين: تجّار وفلاحون في جبل نابلس» يوثّق لحالة الازدهار والزراعة الفلسطينية تاريخيّاً، كما يشير المفكر والكاتب العربي أسعد أبو خليل.